المحسن عليه الحذر من الأيمان التي فيها قطيعة رحم
ج – المحسن عليه أن يحذر من الأيمان التي فيها قطيعة رحم
وعليه التكفير عن اليمين ووصل الرحم
هل من أقسم على ألا يزور أقاربه أو لا يكلم أحد منهم أو أي صورة من صور القطيعة يجب عليه أن يبر في يمينه ؟
من حلف ألا يزور أقاربه أو لا يكلم أحد منهم أو أي صورة من صور القطيعة فيجب عليه أن يحنث في يمينه و يصله في رحمه و يكفر عن يمينه بمعنى كفر عن يمينك واصنع الخير
في تفسير قوله تعالى { وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ(224) } البقرة قال ابن كثير في تفسيره , يقول الله تعالى: لا تجعلوا أيمانكم بالله تعالى مانعة لكم من البر وصلة الرحم إذا حلفتم على تركها , كقوله تعالى:
{ وَلَا يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُوْلِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ (22) } النور
فالاستمرار على اليمين آثم لصاحبها من الخروج منها بالتكفير , في قوله النبي صلى الله عليه وسلم :
{والله لأن يلج أحدكم بيمينه في أهله آثم له عند الله من أن يعطي كفارته التي افترض الله عليه{ [94]
تصويره بأن يحلف أن يضر أهله مثلاً فيلج في ذلك اليمني ويقصد إيقاع الإضرار بهم لتنحل يمينه ، فكأنه قيل له دع اللجاج في ذلك واحنث في هذا اليمين واترك إضرارهم ويحصل لك البر فإنك إن أصررت على الإضرار بهم كان ذلك أعظم إثماً من حنثك في اليمين [95]
أن الرجل كان يحلف على ترك الخيرات من صلة الرحم،ثم يقول: أخاف الله أن أحنث في يميني فيترك البر إرادة البر في يمينه فقيل: لا تجعلوا ذكر الله مانعاً بسبب هذه الأيمان عن فعل [96]
فصل رحمك رَحمك مولاك ، وخالف بذلك نفسك وهواك ، واصبر على أذاهم فإن بذلك نبيك أوصاك ، وبالغ في الإحسان إلى من أساء إليك منهم تحمد بذلك عقباك
[94] البخاري / 6625 , ا بن كثير شرح الآية 224 من سورة البقرة
[95] ابن حجر في الفتح 11/ 528 و قال اللجاج التمادى في الأمر ولو تبين له خطؤه ، وأصل اللجاج في اللغة هو الإصرار على الشيء
[96] البغوي عند تفسير الآية الآية 224 من سورة البقرة