صلة الرحم دعوة الأنبياء
من أوصى بها من الأنبياء ؟
هي دعوى الأنبياء من نوح الذي بعثه الله بتحريم الأمهات والبنات والأخوات ، ووظف عليه الواجبات وأوضح له الآداب في الديانات ، ولم يزل ذلك يتأكد بالرسل ويتناصر بالأنبياء صلوات الله عليهم ، واحداً بعد واحد وشريعة إثر شريعة ، حتى ختمها الله بخير المِلَل ملتنا على لسان أكرم الرسل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، فكان المعنى أوصيناك يا محمد ونوحاً ديناً واحداً ، يعني في الأصول التي لا تختلف فيها الشريعة ، وهي التوحيد والصلاة والزكاة والصيام والحج ، والتقرب إلى الله بصالح الأعمال ، وصلة الرحم
فهذا كله مشروع ديناً واحداً وملة متحدة ، لم تختلف على ألسنة الأنبياء وإن اختلف أعدادهم ، وذلك قوله تعالى :
{ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ (13)} الشورى [2]
ومن الدلائل التي يعرف بها الملوك صدق النبوة هي الدعوة لصلة الأرحام فعن أبي سفيان في حديثه الطويل مع هرقل عندما أرسل رسول الله دحية الكلبي برسالة لدعوة هرقل للإسلام ، وفيه أن هرقل أتى بأبي سفيان وكان بالشام فقال له: فما يأمر يعني النبي صلى الله عليه وسلم فقال : }يأمرنا بالصلاة ، والصدقة ، والعفاف ، والصلة{ تبين بذلك لهرقل أن هذه دعوة الأنبياء[3]
وعرفها قبله النجاشي عندما قال لجعفر رضي الله عنه : }ماذا يقول لكم هذا الرجل ؟ وما يأمركم به ؟ وما ينهاكم عنه ؟
قال : يقرأ علينا كتاب الله ، ويأمرنا بالمعروف ، وينهانا عن المنكر ، ويأمرنا بحسن الجوار ، وصلة الرحم ، وبر اليتيم ، ويأمرنا بأن نعبد الله وحده لا شريك له
فقال : اقرأ مما يقرأ عليكم . فقرأ سورتي العنكبوت والروم . ففاضت عينا النجاشي من الدمع ، وقال: زدنا من هذا الحديث الطيب{[4]
صلة الأرحام وصية خاتم المرسلين والمبعوث رحمة للعالمين
هل من الدعوة حث الناس على صلة الرحم ؟
عن جابر قال :
} خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم فحث على صلة الرحم {[5]
وقال صلى الله عليه وسلم : } اتقوا الله وصلوا أرحامكم {[6]
ووصيته[7]صلى الله عليه وسلم
} أطب الكلام وأفش السلام وصل الأرحام وصلّ بالليل والناس نيام ثم ادخل الجنة بسلام {[8]
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
{ من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه { [9]
وعن أبي ذر قال أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بخصال من الخير
{ أوصاني بأن لا أنظر إلى من هو فوقي وأن أنظر إلى من هو دوني وأوصاني بحب المساكين والدنو منهم وأوصاني أن أصل رحمي{[10]
ويوصي بها في كل خطبة
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا(1)} النساء