علاج الكذب بتحري الصدق
جزاء الصدق في الدنيا
قال النبي صلى الله عليه وسلم
{ أربع إذا كن فيك فلا عليك ما فاتك من الدنيا حفظ أمانة وصدق حديث وحسن خليقة وعفة في طعمة } [50]
{وفي قصة كعب بن مالك وما أداه صدقه في الحديث , إلى الخير الذي جعله بفضل من الله يذكر في الآية , بعد أن وقع له ما وقع , من ترك المسلمين كلامه تلك المدة حتى ضاقت عليه الأرض بما رحبت , ثم منّ الله عليه بقبول توبته , وقال في قصته , ما أنعم الله علي من نعمة , بعد إذ هداني للإسلام , أعظم في نفسي من صدقي , أن لا أكون كذبت
فأهلك كما هلك الذين كذبوا}[51]
عن عبد الرحمن بن الحارث بن أبي قراد السلمي رضي الله عنه قال كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم {فدعا بطهور فغمس يده فتوضأ فتتبعناه فحسوناه فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما حملكم على ما فعلتم قلنا حب الله ورسوله قال فإن أحببتم أن يحبكم الله ورسوله فأدوا إذا ائتمنتم واصدقوا إذا حدثتم وأحسنوا جوار من جاوركم }[52]
{ دع ما يريبك إلى ما لا يريبك فإن الصدق طمأنينة والكذب ريبة }[53]
فالصدق يهدي للبر والبر ما اطمأن إليه القلب أي سكن إليه وزال عنه اضطرابه وقلقه , والصدق يطمئن إليه قلب السامع , ويجد عنده سكوناً إليه , والكذب يوجب له اضطراباً وارتياباً
والمؤمنون تطمئن قلوبهم إلى الصادق ولو لم يحلف , ولا تطمئن قلوبهم إلى من يرتابون فيه ولو حلف
فالصدق بريد الإيمان ، ودليله ، ومركبه ، وسائقه ، وقائده ، وحليته ، ولباسه ، بل هو لبه وروحه , والكذب بريد الكفر والنفاق ، ودليله ، ومركبه ، وسائقه ، وقائده ، وحليته ، ولباسه، ولبه [54]
قيل للنبي صلى الله عليه وسلم
{من خير الناس ؟ قال ذو القلب المخموم واللسان الصادق , فقيل يا نبي الله قد عرفنا اللسان الصادق فما القلب المخموم قال التقي النقي
الذي لا إثم فيه ولا بغي ولا حسد }[55]
[50] المسند 2/177 , أ حمد شاكر صحح إسناده 6652 , صححه الألباني لغيره في الترغيب 2929
[51] ابن حجر في الفتح 10/523
[52] الطبراني , حسنه الألباني في الترغيب 2928
[53] الترمذي 2518 وقال حديث حسن صحيح , النسائي 8/327 , صححه الألباني في الترغيب 2930
[54] ابن القيم مدارج السالكين 2/512
[55] ابن ماجه 4216 , البيهقي في الشعب 6604 , صححه الألباني في الترغيب 2931