علاج الكذب بتحري الصدق
الأمر بترك الكذاب وتحري الصدق
وكان علاجاً من هذا الكذب الذي يبلغ بالعبد إلى كل هذه المهالك التي أخبرنا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم , الأمر بترك الكذب وتحري الصدق
ترك الكذب ولو كان في المزاح أو الجدال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
{ لا يؤمن العبد الإيمان كله حتى يترك الكذب في المزاحة والمراء وإن كان صادقاً }[43]
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
{لا يبلغ العبد صريح الإيمان حتى يدع المزاح والكذب ويدع المِراء وإن كان محقاً }[44]
وبين النبي صلى الله عليه وسلم أن من فعل ذلك يضمن له الجنة , فقال صلى الله عليه وسلم
{ أنا زعيم ببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحاً } [45]
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
{عليكم بالصدق فإنه مع البر وهما في الجنة } [46]
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
{عليكم بالصدق فإنه يهدي إلى البر وهما في الجنة }[47]
البر كلمة جامعة تدل على كل وجوه الخير ومختلف الأعمال الصالحة مما هو زائد على فعل الواجبات وترك المحرمات الأمور التي تقتضيها مرتبة التقوى فأصله التوسع في فعل الخير , فالبر اسم جامع للخيرات كلها , ويطلق على العمل الخالص الدائم ومن كانت هذه أعماله كانت مثواه الجنة , فقوله وإن البر يهدي إلى الجنة , مصداقه في كتاب الله تعالى {إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ(13)}الانفطار
{إذا صدق العبد بر ، وإذا بر آمن ، وإذا آمن دخل الجنة }[48]
إن الرجل ليصدق وفي رواية ويتحرى الصدق حتى يكون صديقا وفي رواية حتى يكتب عند الله صديقاً , المراد أنه يتكرر منه الصدق حتى يستحق اسم المبالغة في الصدق
وفي هذا الحديث حث على تحري الصدق وهو قصده والاعتناء به
وفي هذه إشارة إلى أن من توقى الكذب بالقصد الصحيح إلى الصدق صار له الصدق سجية , حتى يستحق الوصف به
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
{ إن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة وإن الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صديقاً }
{ عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر والبر يهدي إلى الجنة وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً }[49]
[43] أحمد 2/352 , صححه الألباني لغيره في الترغيب 2939
[44] أبي يعلى , صححه الألباني لغيره في الترغيب 2940
[45] أبو داود 4800 , حسنه الألباني في الصحيحة 273
[46] ابن ماجة 4184 , ابن حبان 5704 , صححه الألباني في الترغيب2933
[47] الطبراني في الكبير , صححه الألباني لغيره في الترغيب 2934
[48] المسند 2/176 , صحح إسناده أحمد شاكر 6641 , ضعفه الألباني في الترغيب1746
[49] البخاري 6094 , مسلم 2607