الإسراء والمعراج
الإسراء لغة : السير بالشخص ليلاً وقيل: بمعنى سرى.
وشرعاً:
سير جبريل بالنبي،
صلى الله عليه وسلم،
من مكة إلى بيت المقدس لقوله تعالى{سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى
بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ
الْأَقْصَى } . سورة الإسراء
والمعراج لغة: الآلة التي يعرج بها وهي المصعد.
وشرعاً: السلم الذي عرج به رسول الله، صلى الله عليه وسلم ، من الأرض
إلى السماء لقوله تعالى: { وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1) مَا ضَلَّ
صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (2) وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى (3)}. إلى
قوله: ] {لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى (18) } [النجم]
[. وكانا في ليلة واحدة عند الجمهور، وللعلماء خلاف متى كانت؟ فيروى
بسند منقطع عن ابن عباس وجابر رضي الله عنهم أنها ليلة الاثنين الثاني
عشر من ربيع الأول ولم يعينا السنة رواه ابن أبي شبية.
وقصته: أن جبريل أمره الله أن يسري بالنبي، صلى الله عليه وسلم ، إلى
بيت المقدس على البراق، ثم يعرج به إلى السموات العلا سماء، سماء، حتى
بلغ مكاناً سمع فيه صريف الأقلام، وفرض الله عليه الصلوات الخمس، وأطلع
على الجنة والنار، واتصل بالأنبياء الكرام، وصلى بهم إماماً، ثم رجع
إلى مكة فحدث الناس بما رأى فكذبه الكافرون، وصدق به المؤمنون وتردد
فيه آخرون.
قال سبحانه وتعالى: {سُبْحَانَ
الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى
الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ
آيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} .
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآية الكريمة: يمجد
الله تعالى نفسه، ويعظم شأنه؛ لقدرته على ما لا يقدر عليه أحد سواه؛
فلا إله غيره ولا رب سواه، {الَّذِي
أَسْرَى بِعَبْدِهِ} يعني: محمدا صلى الله عليه وسلم.
(ليلا)؛ أي: في جنح الليل. {من
المسجد الحرام} : وهو مسجد مكة. {إلى
المسجد الأقصى} : وهو بيت
المقدس الذي بإيليا، معدن الأنبياء من لدن إبراهيم الخليل عليه السلام،
ولهذا جُمِعوا له هناك كلهم، فأمهم في محلتهم ودارهم، فدل على أنه هو
الإمام الأعظم والرئيس المقدم صلوات الله وسلامه عليه وعليهم أجمعين.
وقوله تعالى: {الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ} ؛ أي: في الزروع والثمار.
(لنريه)؛ أي: محمدا. {من آياتنا} ؛ أي: العِظام؛ كما قال
تعالى: {لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ
رَبِّهِ الْكُبْرَى} ، {إِنَّه
هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} ؛ أي: السميع لأقوال عباده؛
مؤمنهم وكافرهم مصدقهم ومكذبهم، البصير بهم فيعطي كلا منهم ما يستحقه
في الدنيا والآخرة"اهـ.
والمعراج: مفعال من العروج؛ أي: الآلة التي يعرج فيها؛ أي: يصعد،
وهو بمنزلة السلم، لكن لا يعدم كيف هو إلا الله، وحكمه كحكم غيره من
المغيبات؛ نؤمن به ولا نشتغل بكيفيته.
والذي عليه أئمة النقل: أن الإسراء كان مرة واحدة بمكة بعد البعثة وقبل الهجرة بسنة، وقيل بسنة وشهرين، ذكره ابن عبد البر