علاج العصيان بطلب الغفران
من الهلكة ظن الرجل أن ذنوبه لا تغفر
عن البراء رضي الله عنه قال له رجل يا أبا عمارة { وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى ٱلتَّهْلُكَةِ (195) } البقرة أهو الرجل يلقى العدو فيقاتل حتى يقتل قال لا ولكن هو الرجل يذنب الذنب فيقول لا يغفره الله }[26]
{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53)} الزمر
عن ابن مسعود قال {إن أكثر آية في القرآن فرحا (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ) }
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
{والذي نفسي بيده لو أخطأتم حتى تملأ خطاياكم ما بين السماء والأرض ثم استغفرتم الله تعالى لغفر لكم والذي نفس محمد بيده لو لم تخطئوا لجاء الله عز وجل بقوم يخطئون ثم يستغفرون الله فيغفر لهم}[27]
ضعف الإنسان يجبره الله باستغفاره
إن أصحاب النبيّ شكوا إليه أنَّا نصيب من الذنوب ، فقال لهم:
{لولا أنكم تذنبون لجاء الله بقوم يذنبون فيستغفرون فيغفر له }[28]
{ لولا أنكم تذنبون لخلق الله خلقا يذنبون ويغفر لهم }[29]
في هذا الحديث بيان لعفو الله تعالى وتجاوزه عن المذنبين ليرغبوا في ترك المعاصي والعودة إلى الله ، والمعنى المراد من الحديث هو أن الله كما أحب أن يعطي المحسنين أحب أن يتجاوز عن المسيئين ، وقد دل على ذلك غير واحد من أسمائه الغفار الحليم التواب العفو ، أو لم يكن الله ليجعل العباد شأناً واحداً كالملائكة مجبولين على التنزه من الذنوب بل يخلق فيهم من يكون بطبعه ميالاً إلى الهوى متلبساً بما يقتضيه ثم يكلفه التوقي عنه ويحذره عن مداناته ويعرفه التوبة بعد الابتلاء فإن وفي فأجره على الله وإن أخطأ الطريق فالاستغفار بين يديه
وليس في الحديث تسلية للمنهمكين في الذنوب كما يتوهمه أهل الغرة بالله تعالى فإن الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم إنما بعثوا ليردعوا الناس عن غشيان الذنوب
وفي هذا الحديث تبين الشريعة أن الاستغفار من الذنب ينفع العاصين[30]
[26] الحاكم 2/276 وصححه ووافقه الذهبي , صححه الألباني لغيره وقال موقوف في صحيح الترغيب 1624
[27] المسند 5414 , صححه الألباني في الصحيحة 1951
[28] ابن عساكر , صححه الألباني في الصحيحة 1963
[29] مسلم 2748 , الترمذي 3539 وحسنه , صححه الألباني في الصحيح 5329
[30] { جاء رجل فقال: يا رسول الله ، أذنبت ذنباً ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أذنبت فاستغفر ربك. قال فإني أستغفر ثم أعود فأذنب قال فإذا أذنبت فعد فاستغفر ربك ، فقالها في الرابعة استغفر ربك حتى يكون الشيطان هو المحسور}
ابن كثير 1/408 عزاه للبزار وقال هذا حديث غريب