علاج العصيان بطلب الغفران
اقتران الاستغفار بالتوبة
كثيرا ما يقرن الاستغفار بذكر التوبة ، فيكون الاستغفار حينئذ عبارة عن طلب المغفرة باللسان ، والتوبة عبارة عن الإقلاع من الذنوب بالقلوب والجوارح , كقوله تعالى على لسان نوح عليه السلام: {وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلْ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ (52)} هود
وقوله تعالى على لسان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم : {وَأَنْ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا (3)} هود
أمر من الله بالاستغفار من الذنوب السالفة والتوبة منها إلى الله عز وجل فيما يستقبلونه وإن استمروا على الاستغفار والتوبة يمتعهم
الاستغفار المقرون بالتوبة شرع عند الفراغ من الوضوء وختامة المجلس
{سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، استغفرك وأتوب إليك}[39]
المغفرة لمن أتى بالاستغفار المقرون بالتوبة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
{من قال أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه غفر له}[40]
شرع أن يؤتى بالاستغفار المقرون بالتوبة كالأذكار اليومية [41]
كان يعد له في المجلس الواحد قوله :
{رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الرحيم مائة مرة}[42]
فالاستغفار طلب المغفرة إما باللسان أو بالقلب أو بهما ، فالأول فيه نفع لأنه خير من السكوت ولأنه يعتاد قول الخير ، والثاني نافع جدا ،
والثالث أبلغ منهما
ومعنى الاستغفار هو غير معنى التوبة بحسب وضع اللفظ ، لكنه غلب عند كثير من الناس أن لفظ أستغفر الله معناه التوبة فمن كان ذلك معتقده فهو يريد التوبة لا محالة [43]
{رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ(41) } إبراهيم
[39] البيهقي في السنن الكبرى 6/25 , صححه الألباني في الصحيحة 2651
[40] الترمذي 3577 , أبو داود 1517 , صححه الألباني لغيره في صحيح الترغيب 1622
[41] وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
{والله إني لاستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة}
البيهقي 3/352 , شرح معاني الآثار 4/289
[42] البيهقي 6/31 , صححه الألباني لغيره في صحيح سنن ابن ماجة 3816
[43] نقله ابن حجر في الفتح 13/480 من الحلبيات للسبكي الكبير