علاج العصيان بطلب الغفران
من تكررت انتكاسته أي وقع في الذنب مراراً واستغفر غفر له
قال صلى الله عليه وسلم :
{إن عبدا أذنب ذنبا ، فقال: أي ربي! أذنبت ذبنا فاغفر لي ، فقال الرب سبحانه: علم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب قد غفرت لعبدي ، ثم مكث ما شاء الله ، ثم أذنب ذنبا ، فقال: أي رب ! أذنبت ذنبا فاغفر لي ، فقال الرب سبحانه: علم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب قد غفرت لعبدي ، ثم مكث ما شاء الله ، ثم أذنب ذنبا ، فقال: أي رب ! أذنبت فاغفر لي ، قال الرب سبحانه: علم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب ، قد غفرت لعبدي فليفعل ما يشاء}[31]
والمعنى : ما دام كلما أذنب استغفر غفرت له ما دام صادقا في استغفاره وقوله: أستغفر الله ، بحيث يقولها من كل قلبه ، ويعزم عزما أكيدا على أن لا يعود ، فإن عاد واستغفر غفر الله له
يدل هذا الحديث على عظيم فائدة الاستغفار وعلى عظيم فضل الله وسعة رحمته وحلمه وكرمه ، لكن هذا الاستغفار هو الذي ثبت معناه في القلب مقارنا للسان لينحل به عقد الإصرار ويحصل معه الندم فهو ترجمة للتوبة [32]
ومعناه الذي يتكرر منه الذنب والرجوع إلى الله , لا من قال أستغفر الله بلسانه وقلبه مصر على تلك المعصية ، فهذا الذي استغفاره يحتاج إلى الاستغفار [33]
فالاستغفار باللسان مع إصرار القلب على الذنب دعاء مجرد إن شاء الله أجابه وإن شاء رده وقد يكون الإصرار مانعا من الإجابة
لكن يأتي به لأن مجرد قول القائل اللهم اغفر لي طلب منه للمغفرة
ودعاء بها فيكون حكمه حكم سائر الدعاء إن شاء الله أجابه وغفر لصاحبه لاسيما إذا خرج عن قلب منكسر بالذنوب أو صادف ساعة من ساعات الإجابة كالأسحار وأدبار الصلوات
[31] البخاري 7507 , مسلم 17/78
[32] ويشهد له حديث { خياركم كل مفتن تواب}
مسند الشهاب 2/ 239 , ضعفه الألباني في ضعيف الجامع 2873
[33] نقله ابن حجر في الفتح 13/480 عن القرطبي في المفهم