ا
حقيقة الروح
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله (13/341):
"ومذهب الصحابة والتابعين لهم بإحسان وسائر سلف الأمة وأئمة السنة:
أن الروح عين قائمة بنفسها، تفارق البدن، وتنعم، وتعذب، ليست هي البدن،
ولا جزء من أجزائه، ولما كان الإمام أحمد رحمه الله ممن نص على ذلك كما
نص عليه غيره من الأئمة؛ لم يختلف أصحابه في ذلك".
وقال في موضع آخر (9/303): "والصواب أنها ليست
مركبة من الجواهر الفردة، ولا من المادة والصورة، وليست من جنس الأجسام
المتميزات المشهودة المعهودة، وأما الإشارة إليها؛ فإنه يشار إليها،
وتصعد، وتنزل، وتخرج من البدن، وتسيل منه؛ كما جاءت بذلك النصوص ودلت
عليه الشواهد العقلية.
وأما قول القائل: أين مسكنها من الجسد؟ فلا اختصاص للروح بشيء من الجسد، بل هي سارية في الجسد كما تسري الحياة التي هي عرض في جميع الجسد؛ فإن الحياة مشروطة بالروح؛ فإذا كانت الروح في الجسد؛ كان فيه حياة، وإذا فارقته الروح؛ فارقته الحياة"