الأصل الخامس في العقيدة الإيمان باليوم الآخر
الإيمان بما يكون يوم القيامة
قال الإمام السفاريني: "واعلم أن ليوم الوقوف أهوالا عظيمة وشدائد جسيمة
تذيب الأكباد وتذهل المراضع وتشيب الأولاد.
وهو حق ثابت، ورد به الكتاب والسنة وانعقد عليه الإجماع، وهو يوم القيامة.
وقد اختلف في تسمية ذلك اليوم بيوم القيامة:
قيل: لكون الناس يقومون من قبورهم؛ قال تعالى: {يَوْمَ
يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ سِرَاعًا} . وقيل: لوجود
أمور المحشر والوقوف ونحوها فيه. وقيل: لقيام الناس لرب
العالمين. كما روى مسلم في "صحيحه"عن ابن عمر رضي الله عنهما
مرفوعا: {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ
لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} ؛ قال: يقوم أحدهم في رشحه إلى نصف
أذنيه...".
إلى أن قال: "وروى الإمام أحمد وأبو يعلى وابن حبان في "صحيحه"عن
أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنه
قال: (يوما كان مقداره خمسين ألف
سنة) . فقيل: ما أطول هذا اليوم! فقال النبي صلى الله عليه
وسلم: (والذي نفسي بيده؛ إنه ليخفف على المؤمن حتى يكون عليه أخف
من صلاة مكتوبة) .
وقيل: إنما سمي يوم القيامة لقيام الملائكة والروح فيه صفا؛ قال تعالى:
{يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ
وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا} ... "
إلى أن قال: "وأخرج الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا: (يعرق
الناس يوم القيامة حتى يذهب عرقهم في الأرض سبعين ذراعا، ويلجمهم حتى
يبلغ آذانهم -وفي بعض ألفاظ الصحيح سبعين عاما-) .
فأخرج مسلم عن المقداد رضي الله عنه؛ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول: (إذا كان يوم القيامة؛
أدنيت الشمس من العباد حتى تكون قدر ميل أو ميلين) . قال:
(فتصهرهم الشمس، فيكونون في العرق كقدر أعمالهم، منهم من يأخذه إلى
عقبيه، ومنهم من يأخذه إلى حقويه، ومنهم من يلجمه إلجاما)
".
ويواجه الناس في هذا الموقف أمورا عظيمة