مجالات استثمار الوقت
كتاب الله عز وجل
خير ما تقضي به الأوقات هو كتاب الله جل جلاله
فلا بد من تخصيص وقت حتى ولو كان يسيرا لكتاب الله
لا بد أن يكون لكتاب الله نصيب في جدول أعمالك اليومي
بعض الناس يفرغ جزءا من وقته لقراءة مجلّة أو جريده، أو لمشاهدة مسلسل أو مباراة، ولكن لا تجد للقرآن في وقته نصيبا، وهذا من الخطأ العظيم، ومن الهجر لكتاب الله، ويوم القيامة يكون هذا وأمثاله من الذين يشتكيهم النبي صلى الله عليه وسلم كما قال تبارك وتعالى: {وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا} فاجعل للقرآن من وقتك نصيبا، يقول تبارك وتعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ}.
تأمل هذا الفضل العظيم لتلاوة كتاب الله، يقول قتادة عن هذه الآية: "هذه آية القراء" أي: الذين يقرؤون القرآن. فتلاوة كتاب الله وتفريغ الوقت له لها مكانة عند الله عز وجل، بل هي دليل على صدق الإيمان بهذا القرآن، يقول تبارك وتعالى: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ}.
فاغتنموا أوقاتكم في تلاوة كتاب الله، اقرؤوا القرآن فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((اقرؤوا القرآن؛ فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه، اقرؤوا الزهراوين: البقرة وسورة آل عمران؛ فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان، أو كأنهما غيايتان، أو كأنهما فرقان من طير صواف، تحاجان عن أصحابهما يعني تدافعان عنه الجحيم والزبانية ، اقرؤوا سورة البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة)).
وذا حفظ كتاب الله تعالى وتعلُّمه، وهذا خير ما تعمرُ به الأوقات وتقضى فيه اللحظات، وقد حثَّ النبي على تعلم كتاب الله، فقال صلى الله عليه وسلم: ((خيركم من تعلم القرآن وعلمه))
ولو حفظ المسلم في كل يوم آية واحدة من كتاب الله وحديثا واحد من أحاديث النبي فإنه في سنة واحدة فقط يُتِمُّ حفظَ سورةَ البقرة ونصفَ سورة آل عمران، ويحفظُ كتابَ عمدةِ الأحكامِ كاملا. ولو حفظ في كل يوم أربع آيات من كتاب الله فإنه يتم حفظ القرآن في خمس سنوات. وانظروا كم من سنة تضيع دون محاولة حفظِ آية من كتاب الله أو حديث من أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم
ذكر الله تعالى
ليس في الأعمال شيء يسع الأوقات كلها مثل الذكر، وهو مجال خصب وسهل لا يكلف المسلم مالاً ولا جهدًا، وقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم أحد أصحابه فقال له: ((لا يزال لسانك رطبًا من ذكر الله)). فما أجمل أن يكون قلب المسلم معمورًا بذكر مولاه، إن نطق فبذكره، وإن عمل فبشكره
الإكثار من النوافل
هو مجال مهم لاغتنام أوقات العمر في طاعة الله، وعامل مهم في تربية النفس وتزكيتها، علاوة على أنه فرصة لتعويض النقص الذي يقع عند أداء الفرائض، وأكبر من ذلك كله أنه سبب لحصول محبة الله للعبد، يقول الله تعالى في الحديث القدسي: ((ولا يزال عبدي يتقرَّب إليَّ بالنوافل حتى أحبه))
طلب العلم الشرعي
كان السلف الصالح أكثر حرصًا على استثمار أوقاتهم في طلب العلم وتحصيله؛ وذلك لأنهم أدركوا أن حاجتهم إليه أكبر من حاجتهم إلى الطعام والشراب. واغتنام الوقت في تحصيل العلم وطلبه له صور، منها: حضور الدروس المهمة، والاستماع إلى الأشرطة النافعة، وقراءة الكتب المفيدة. فلا تقل: لا زلت في مرحلة الشباب، ولا تقل: تقدم عمري ولم أعد أستطيع التحصيل والمراجعة، ولكن بادر الآن واستغل وقتك فهو عمرك وسوف تسأل عنه
اغتنام الأوقات اليومية الفاضلة
مثل بعد الصلوات، وبين الأذان والإقامة، وثلث الليل الأخير، وعند سماع النداء للصلاة، وبعد صلاة الفجر حتى تشرق الشمس. وكل هذه الأوقات مقرونة بعبادات فاضلة ندب الشرع إلى إيقاعها فيها، فيحصل المسلم بها على الأجر الكبير والثواب العظيم.
زيارة الأقارب وصلة الأرحام
هي سبب لدخول الجنة وحصول الرحمة
فينبغي للمسلم أن لا تفوتَ عليه في أعطائها جزء من وقته, لأن شأن صلة الرحم شأن عظيم، فهي سبب لطول العمر ووسيلة لكثرة الرزق، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((من سرّه أن يبسط له في رزقه وأن ينسأ له في أثره فليصل رحمه)).
بل صِلة الرحم سبب لصلة الله عز وجل، فالذي يصل رحمه يصله الله، والذي يقطع رحمه يقطعه الله، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن الله تعالى خلق الخلق، حتى إذا فرغ منهم قامت الرحم فقالت: هذا مقام العائذ بك من القطيعة، قال: نعم؛ أما ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك؟ قالت: بلى، قال: فذلك لك)).
فالله الله؛ صِلوا أرحامكم، واحذروا من القطيعة، فإن لقطيعة الرحم شؤما عظيم، يكفي أنها سبب للعنة الله وعقابه، يقول تبارك وتعالى: { فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ (22) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ (23) }، وفي الحديث يقول صلى الله عليه وسلم: ((لا يدخل الجنة قاطع)) يعني قاطع رحم.
وأعظم القطيعة جرما وأكبرها أثما قطيعة الوالدين، فليس ذنب يلي الشرك إلا القطيعة بالوالدين، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟)) قال الصحابة: بلى يا رسول الله، قال: ((ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟)) قال الصحابة: بلى يا رسول الله، قال ((ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟)) قال الصحابة: بلى يا رسول الله، ثلاث مرات يسألهم، ثم قال: ((الإشراك بالله وعقوق الوالدين...)) الحديث. فجعل العقوق بعد الشرك مباشره، وعقوق الوالدين يعني قطع برهما والإحسان إليهما.
فالحذر الحذر ، من كان له والد أو والدة فليبادر إلى البر به، وليسرع في صلته، وليحسن إليه، قبل أن يأتي يوم يتمنى وجوده ولا يجده
الحرص على مصاحبة الأخيار أصحاب الدين السّليم
خير معين على الطاعة جليس صالح يذكّرك بالله، واحذر من جلساء السوء؛ فإن عاقبة مصاحبتهم هلاك، والخلاص منهم غنيمة ورشد، قال صلى الله عليه وسلم: ((مثل الجليس الصالح كمثل العطار؛ إن لم يعطك من عطره أصابك من ريحه)).
تعلّم الحاسوب لدعوة إلى الله
اكتشاف فوائد الحاسوب مهم جداً، فهو لغة العصر، وقد شملت محاسنه إدخال الكتب العلمية الشرعية، فأصبح المسلم يملك مكتبات ضخمة عن طريق هذا الجهاز المدهش تعينه في الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والنصيحة للمسلمين.
زيارة المسجد الحرام والمسجد النبوي
من أفضل ما تقضَى به الأوقات وتستثمر به بل من الأمور التي ينبغي للمسلم أن لا تفوتَ عليه ما كان قادراً عليها
حيث يكون المجال للعبادة أوسع؛ مما يتيح الفرصة لزيادة الإيمان
فشدّ الرحال إلى بيت الله الحرام وإلى مسجد رسول الله عليه الصلاة والسلام، عمرة وزيارة، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((تابعوا بين الحج والعمرة؛ فإن المتابعة بينهما تنفي الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد))، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما)). فهي رحلة مباركة إلى بيت الله الحرام، مرورا بمسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول جابر بن عبد الله: (وفد الله ثلاثة: الحاج والمعتمر والغازي، أولائك الذين يسألون الله فيعطيهم سؤلهم). فشدّ الرحال إلى تلك البقعة المباركة الطاهرة، ففي الحديث يقول نبيك صلى الله عليه وسلم: ((لا تشدّ الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم ، والمسجد الأقصى)).
لفضل الصلاة في المسجد الحرام وفي مسجد النبي صلى الله عليه وسلم ، فإن الصلاة في المسجد الحرام عن مائة ألف صلاة، يعني تصلي فجرا يحسب لك أجر مائة ألف فجر، كل ركعة بمائة ألف ركعة، فضلٌ عظيم، والصلاة في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة المنوّرة عن ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام