10- صور بر الوالدين بعد ممات الآباء
البر بالوالدين لا ينتهي بموتهما بل ممتد لبعد الممات بالصور التي وضحتها الشريعة
{جاء رجل من الأنصار فقال يا رسول الله هل بقي علي من بر أبوي شيء بعد موتهما أبرهما به ؟ قال نعم خصال أربع: الصلاة عليهما والاستغفار لهما وإنفاذ عهدهما وإكرام صديقهما وصلة الرحم التي لا رحم لك إلا من قبلهما فهو الذي بقي عليك من برهما بعد موتهما}[24]
فقد بينت الشريعة أن البر بالوالدين لم ينتهي أو ينقطع بموتهما وبينة عظم البر بعد ممات الأباء بالصلاة عليهما وهي صلاة الجنازة وفضل هذه الصور على النحو التالي :-
الشريعة رغبت في الاستغفار للوالدين لأن فيه رفع درجاتهما
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
{إن الله ليرفع الدرجة للعبد الصالح في الجنة فيقول يا رب أنى لي هذه ؟ فيقول باستغفار ولدك لك}[25]
رغبت الشريعة في إنفاذ عهد الأباء لما فيه من إبراء الذمة لهما سواء في الأمور التي تخص الخالق أو تخص الخلق
{ جاءت امرأة من جهينة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: إن أمي نذرت أن تحج فلم تحج حتى ماتت ، أفأحج عنها ؟ قال: نعم حُجِّي
عنها ، أرأَيت لو كان على أمك دين أَكنت قاضيته ؟ اقضوا اللهَ ، فالله أحق بالوفاء} [26]
وذلك بالزيارة أو عند لقاء أصدقاء الأباء أو أبنائهم
عن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري قال قدمت المدينة فأتاني عبد الله بن عمر فقال أتدري لم أتيتك ؟ قال قلت لا , قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول {من أحب أن يصل أباه في قبره فليصل إخوان أبيه بعده} وإنه كان بين أبي عمر وبين أبيك إخاء وود فأحببت أن أصل ذاك [27]
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رجلاً من الأعراب لقيه بطريق مكة فسلم عليه عبد الله بن عمر وحمله على حمار كان يركبه وأعطاه عمامة كانت على رأسه
فقيل له أصلحك الله فإنهم الأعراب وهم يرضون باليسير فقال عبد الله بن عمر إن أبا هذا كان وداً لعمر بن الخطاب وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
{إن أبر البر صلة الولد أهل ود أبيه}[28]
[22]الحاكم3/208 وصححه ووافقه الذهبي ,صححه الألباني في الصحيحة 913
[23] الحاكم 4/150 وصححه , البزار 1462 , ضعفه الألباني في الترغيب 1212
[24] المسند 3/497 أبو داود 5142 , ابن ماجه 3664 , الحاكم 4/154وصححه ووافقه الذهبي , ضعفه الألباني في المشكاة 4936 , حسنه محققوا الترغيب 3674
[25] المسند 2/ 509 وصحح إسناده ابن كثير في التفسير 4/259 , صححه الألباني في الصحيحة 1598
[26] البخاري 1852
[27] ابن حبان 433 , أبي يعلى , حسنه الألباني في الترغيب 2516
[28] مسلم 16/ 325