- احتياج الأم للبر أكثر من الأب
{جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي قال أمك قال ثم من قال أمك قال ثم من قال أمك قال ثم من قال أبوك}[19]
فهذا يدل على أن محبة الأم والشفقة عليها ينبغي أن تكون ثلاثة أمثال محبة الأب , لذكر الأم ثلاث مرات وذكر الأب في الرابعة فقط , وذلك أن صعوبة الحمل وصعوبة الوضع وصعوبة الرضاع والتربية تنفرد
بها الأم دون الأب , فهذه ثلاث منازل يخلو منها الأب
فالأم حملته كرهاً قاست بسببه في حال حمله مشقةً وتعباً من وحم وغثيان وثقل وكرب إلى غير ذلك مما تنال الحوامل من التعب والمشقة
ووضعته بمشقة من الطلق وشدته قال تعالى :
{ وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ (15)} الأحقاف
الله تعالى عطف مع إخلاص العبادة والاستقامة إليه بالوصية بالوالدين
بالإحسان إليهما والحنو عليهما فقال أيضاً {وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنْ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ(14) وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا (15) } لقمان
فأمه حملته شهوراً تسعاً في الغالب تعاني آلاماً من مرض ووحم وتقل ، فإذا آن وقت الوضع وجاءها المخاض شاهدت الموت وقاست من الآلام ما الله به عليم ، فتارة تموت وتارة تنجو ، وليت الألم والتعب ينتهي بالوضع لكان الأمر سهلاً ، ولكن يكثر النصب ويشتد التعب بعده
[19] البخاري 5971 , مسلم 16/318