7- بر الوالدين ولو كانا على شرك
أوصى الله تعالى بصحبة المعروف للوالدين في الدنيا وإن كانا كافرين بل وإن كان يأمران ولدهما المسلم أن يكفر بالله ، لكن لا يطيعهما في الكفر فقد يكونا حرصا كل الحرص على أن يتابعهما على دينهما فلا يقبل منهما ذلك ولا يمنعه ذلك من أن يصاحبهما في الدنيا معروفاً أي محسناً إليهما
عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت {قدمت علي أمي وهي
مشركة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستفتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت قدمت علي أمي وهي راغبة أفأصل أمي قال نعم صلي أمك}[20]
بِرّ الوالدين لا يختص بأن يكونا مسلمين ، بل إن كانا كافِرَين يَبَرّهما ويحسن إليهما
ومن أعظم الإحسان بالوالدين إحسان أبو هريرة بأمه وهو دعوتها إلى الله عز وجل فقد قال {ما سمع بي أحد يهودي ولا نصراني إلا أحبني ، إن أمي كنت أريدها على الإسلام فتأبى ، فقلت لها فأبت ، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: ادع الله لها ، فدعا فأتيتها وقد أجافت عليها الباب ، فقالت: يا أبا هريرة إني أسلمت ، فأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: ادع الله لي ولأمي. فقال: اللهم عبدك أبو هريرة وأمه أحبهما إلى الناس}[21]
قال محمد بن سيرين: كنا عند أبي هريرة ليلة فقال: اللهم اغفر لأبي هريرة ولأمه ولمن استغفر لهما قال محمد: فنحن نستغفر لهما حتى ندخل في دعوة أبي هريرة