الرجل يبتعد عن الأمور التي توغر صدر زوجته
في الحياة الزوجية يحتاج الأمر أحياناً أن يخفي الزوج عن زوجته ما يوغر الصدور , كأن تمرض الزوجة مثلاً ويذهب الزوج لعمله ومع مسؤولياته وانشغاله في العمل ينسى أن يتصل يطمئن عنها وفي المقابل هي تنتظر سؤاله عنها وعندما يرجع وتعاتبه على عدم الاتصال بها للاطمئنان فإذا قال لها الحقيقة أنه نسى أحزنها ذلك وظنت أنها لا تمثل شيء في حياته مع أن النسيان أمر عفي عنا فيه لكن مع بعض النساء قد يولد ذلك نفور أو يثير الفتن والنزاع والشقاء بين الرجل وزوجته
لذا يجوز أن يزف لها من معسول القول ما يزيد الحب ويسر النفس ويجمل الحياة بينه وبينها وإن كان ما يقال كذباً فقد أباحت الشريعة كذب الرجل على زوجته والمرأة على زوجها فيما يؤدي إلى تزايد معطيات المتعة والأنس والصفاء
عن أم كلثوم بنت عقبة قالت: {ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم رخَّص في شيءٍ من الكذب إلاّ في ثلاث: الرجل يقول القول يريد به الإصلاح ، والرجل يقول القول في الحرب ، والرجل يحدث
امرأته والمرأة تحدث زوجها} [66]
وليس فيما يدور بين الزوج وزوجته من كذب في الأمور التي تشد أواصر الوفاق والمودة خداع كما يخطئ البعض في الحكم على ما يقوله الزوجين كلاً منهما للآخر من معسول القول , كقول الرجل لزوجته أنت أجمل امرأة في نظري أو قول المرأة لزوجها أنت أحسن رجل في الدنيا
بل إن هذا يؤدي إلى توثيق روابط الأسرة وهو جائز لإحداث الأجواء الشاعرية على مجالس الأنس والسمر والغزل بينه وبين زوجته ففي مثل هذه المجالس تحلوا المبالغات
فالرجل يحدث امرأته فيما يتعلق بأمر المعاشرة وحصول الألفة بينهما , ويعدها ويمنيها ويظهر لها من المحبة أكثر مما في نفسه يستديم بذلك صحبتها
[66] المسند 26866 , أبو داوود 4917 , صححه الألباني في صحيح سنن أبو داوود4921