الرجل عليه دائماً التفطن لعدوه اللدود الذي يسعى لتطليق امرأته
الرجل عليه أن يعلم أن الشيطان يبعث سراياه لفتنة الناس ويسعى في التحريش بينهم بالخصومات والشحناء والحروب والفتن ونحوها , وأن مع كل إنسان قريناً , والشيطان مع أن سرير ملكه مركزه البحر إلا إنه يبعث منه سراياه في نواحي الأرض , وينتظر نتائج الفتن التي يقوموا بها وكلهم يأتيه بتقرير بما قام به , ولا يعجبه ما بلغوا به من فتن إلا من استطاع أن يفرق بين الرجل وزوجته فهذا الذي يضمه إلى نفسه ويعانقه لإعجابه بصنعه وبلوغه الغاية التي أرادها
قال النبي صلى الله عليه وسلم
{ إن إبليس يضع عرشه على الماء ثم يبعث سراياه فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة يجيء أحدهم فيقول فعلت كذا وكذا فيقول ما صنعت شيئا ثم يجيء أحدهم فيقول ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته فيدنيه منه ويقول نعم أنت فيلتزمه}[57]
فلينتبه الرجل لما يدور بينه وبين زوجته فكثيراً ما تحدث أشياء قد تكون تافهة ومع ذلك تشتعل وفجأة تكبر وتكون مشكلة عظيمة وربما تصل إلى طلاق وليس وراء ذلك إلا نزغات الشيطان لكل منهما فهو الحريص على إيقاع العداوة والبغضاء بينهما , وعند ذلك ليس هناك عمل يُرجع النفوس إلى طبيعتها إلا اللجوء لله والاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم والإتيان بالمحصنات من الشياطين كآية الكرسي وأخر آيتين من سورة البقرة وأول عشر آيات من سورة الصافات
وعلى الرجل أن يحصن نفسه بالأذكار والأوردة في كل أحواله بما فيها حالة الملاذ وإتيانه زوجته حتى يقي زوجته من مشاركة الشيطان له في جماعها وذلك بالتسمية عند الجماع
ويستحب عليه الاعتصام من الشيطان بذكر الله ودعائه والتبرك باسمه والاستعاذة به من جميع الأسواء ، لأن الشيطان ملازم لابن آدم لا ينطرد عنه إلا إذا ذكر الله
قال النبي صلى الله عليه وسلم
{ ما يمنع أحدكم أن يقول حين يجامع أهله بسم الله اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا فإن قضى الله ولدا لم يضره الشيطان }[58]
[57] مسلم 17/155
[58] مسلم 9/246 , واللفظ للدارمي 195/2