الرجل عليه ألا ينشغل باله بامرأة غير زوجته
الشريعة تأمر الرجل أن يغض بصره وتأمره أيضاً ألا يتطلع لغير زوجته حتى يجد امرأته عفيفة لا تتطلع لغيره من الرجال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
{ عفوا تعف نساؤكم }[64]
أما إذا وقع نظر الرجل بدون إرادته على امرأة وهو بالسيارة فقد تقع عينه على امرأة وجهها مسفر , وفي السوق قد تقع عينه على امرأة تفتن بعباءتها الضيقة , وقد يرى امرأة قريبة من العري ماذا يفعل ؟ أيجعل هذا المنظر وما شاهده من المرأة يعلق في أُذنه ويشغل باله ؟ لا , إنما يأتي إلى امرأته فيواقعها فلا يجعل ما شاهده يوقع في نفسه كما بينت لنا الشريعة
فعن جابر { أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى امرأة فأتى امرأته زينب وهي تمعس منيئة لها فقضى حاجته ثم خرج إلى أصحابه فقال إن المرأة تقبل في صورة شيطان وتدبر في صورة شيطان فإذا أبصر أحدكم امرأة فليأت أهله فإن ذلك يرد ما في نفسه }[65]
فيستحب لمن رأى امرأة فتحركت شهوته أن يأتي امرأته ويواقعها ليدفع شهوته وتسكن نفسه , لأن المرأة شبيهة بالشيطان في دعائه إلى الشر بوسوسته وتزيينه فالمرأة لها فتنة جعلها الله تعالى في نفوس الرجال من الميل إلى النساء والالتذاذ بنظرهن وما يتعلق بهن
والنبي صلى الله عليه وسلم بفعله هذا يرشدنا بالقول والفعل لما ينبغي أن يفعله الرجل في هذه الحالة وبين أنه لا بأس بطلب الرجل امرأته إلى الوقاع في النهار وغيره وإن كانت مشتغلة بما يمكن تركه لأنه ربما لو غلبت على الرجل شهوة يتضرر بالتأخير في بدنه أو في قلبه وبصره
[64] الحاكم 4/154 وصححه , الطبراني في الأوسط 1006 , حسن إسناده المنذري , ضعفه الألباني في الضعيف 2329
[65] مسلم 9/181