الرجل يبتعد عن تتبع العورات وإذا كان عائد من سفر يخبر أهله حتى تتجهز له
يكره أن يأتي الرجل أهله على غفلة فقد {نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يطرق الرجل أهله ليلا يتخونهم أو يطلب عثراتهم } [61]
وهذا احتراز من تتبع العورات واجتلاب ما يقتضي دوام الصحبة , فمن حق الزوجة أن لا يتخونها ولا يتلمس عثراتها ، وذلك بأن يترك التعرض لما يوجب سوء الظن بها
أما إن كان لا يقصد التخوين والبحث عن العثرات وأراد أن يفاجئها بقصد طيب وهو يعلم أنها تسر بذلك فلا حرج لكن إن كان بعد
غياب طويل عنها فالأولى أخبارها حتى تتجهز له
فلا يجدها على غير أهبة من التنظف والتزين المطلوب من المرأة فيكون ذلك سبب النفرة بينهما ، ولئلا يجدها على حالة غير مرضية والشرع محرض على ستر العيوب فعلى هذا من أعلم أهله بوصوله وأنه يقدم في وقت كذا مثلا فقد عمل الأفضل فإن النبي صلى الله عليه وسلم وهو عائد من غزوة وقد بلغ المدينة خبر قدومه إلا أنه دعاهم للتمهل كي تتمكن النساء من التزين لأزواجهن فقال صلى الله عليه وسلم
{ امهلوا حتى ندخل ليلاً أي عشاء ، لكي تمتشط الشعثة وتستحد المغيبة } وقال {إذا قدمت فالكيس الكيس }[62]
الكيس الجماع ابتغاء الولد فهو من أحب ما يأتي به الزوجين
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
{ لم نر (ير) للمتحابين مثل النكاح}[63]
[61] مسلم 715 , صححه الألباني في صحيح الجامع 6836
[62] مسلم 10/294
[63] ابن ماجة 1847 في الزوائد إسناد صحيح رجاله ثقات , صححه الألباني في الصحيحة 624