الرجل يتحمل غضب امرأته عليه
الرجل يعلم أن المرء قد تأتي عليه أوقات تتقلب فيها نفسه فيتحمل على غيره وربما تحمل على أقرب الأقربين بل ربما يتحمل على نفسه
فإذا وجد إن زوجته غضبة عليه أو تحملت عليه فلا يحزن ولا يقول إنها لا تحبني أو هذه المرأة تكرهني بل عليه أن يجد لها العذر على إن ذلك يحدث بل حدث من أفضل النساء من عائشة أم المؤمنين وكانت تجد على من ؟ على رسول الله أفضل الخلق أجمعين ومع ذلك كان يغض النظر فإذا جاءت ساعات أنس بينهما أخبرها باستقراء حالها معه وعند ذلك سيعلم أنها تحبه
عن عائشة رضي الله عنها قالت
{قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم إني لأعلم إذا كنت عني راضية وإذا كنت عليّ غضبى , قالت فقلت من أين تعرف ذلك فقال أما إذا كنت غني راضية فإنك تقولين لا ورب محمد وإذا كنت غضبى قلت لا ورب إبراهيم قالت قلت أجل والله يا رسول الله ما أهجر إلا اسمك}[40]
فغيرة النساء تحملهنً على الغضب , كمغاضبة عائشة للنبي صلى الله عليه وسلم والتي هي من الغيرة المعفي عنها للنساء في كثير من الأحكام لأن المرأة وقت الغيرة لا تدري بشيء
{ما تدري الغيراء أعلى الوادي من أسفله}[41]
ولولا ذلك لكان على عائشة في ذلك من الحرج ما فيه لأن الغضب على النبي صلى الله عليه وسلم وهجره كبيرة عظيمة ولهذا قالت لا أهجر إلا اسمك ، فدل على أن قلبها وحبها كما كان [42]
وعائشة أخبرت أنها إذا كانت في حال الغضب الذي سلب العاقل اختياره لا تتغير عن المحبة المستقرة , ومرادها أنها كانت تترك التسمية اللفظية ولا يترك قلبها التعلق بذاته الكريمة مودة ومحبة [43]
فالمستحب للرجل عندما يستقرء حال زوجته من فعلها وقولها فيما يتعلق بالميل إليه وعدمه , ويجد شيء لا يرضيه ينتظر أوقات الأنس ويبين لها اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم
[40] البخاري 5228 , مسلم 15/199
[41] ابن حجر في الفتح 9/236 قال أخرجه أبي يعلى بسند لا بأس به عن عائشة مرفوعاً
[42] النووي
[43] ابن حجر في الفتح 237/9