الفضيلة الثامنة
الصيام
صحة
{ صوموا تصحوا } ( [1] )
إشعار بأن الصائم يناله من الخير في جسمه وصحته حظ وافر مع عظم الأجر في الآخرة ففي الصيام صحة للبدن والعقل بالتهيئة للتدبر والفهم وانكسار النفس لله
وفي الصوم غذاء للقلب كما يغذي الطعام الجسم فإن مفتاح الهدى والصحة جوع الصيام لأن الأعضاء إذا وهنت لله نور الله القلب وصفى النفس وقوي الجسم ( [2] )
ومن تأثير الصيام على صحة البدن
الصيام زكاة للجسد لما له من فوائد عظيمة في معالجة الأمراض الناجمة عن فرط التغذية
فالصوم علاج شاف لكثير من أمراض العصر
ومن تأثير الصيام على صحة النفس
الصيام زكاة النفس ففي جوع الجسم صفاء القلب وإنفاذ البصيرة لأن الشبع يورث البلادة ويعمي القلب ويكثر الشجار فيتبلّد الذهن.
فالصيام ينمي الإخلاص للخالق سبحانه وتعالى، فهو سرٌ بين العبد وربه لا رقيب على تنفيذه إلا ضميره ورغبته الصادقة في رضاء الله سبحانه، وعند الجوع يزول البطر وتنكسر حدة الشهوات. وإن البطر والأشر هما مبدأ الطغيان والغفلة عن الله، فلا تنكسر النفس ولا تذل كما تذل بالجوع، فعنده تسكن لربها وتخشع له.
وهذه أمور كلها تخفف من توتر الجهاز العصبي وتهدئه. والجوع يساعد الصائم على السيطرة على نفسه. ويدعم الجوع في كسر حدة الشهوات، ويستحضر مراقبة الله ويستشعر أنه في عبادة لله، مما يصرفه عن التفكير بالمعاصي والفواحش.
والصيام يؤدي إلى صفاء الذهن وتقوية الإرادة ( [3] ) في مخالفة هواها طاعة لمولاها ويروض النفس على الصبر و{الصبر نصف الإيمان } ( [4] ) وقال: صلى الله عليه وسلم{ الصوم نصف الصبر } ( [5] )
فالصيام يؤدي إلى الشعور بالطمأنينة والراحة النفسية والفكرية والابتعاد عما يعكر صفو الصيام من محرمات ومنغصات
والآثار والفوائد النفسية التي يجنيها الصائم لها مردودها الإيجابي في حسن سير الوظائف العضوية لكل أجهزة البدن نظراً للعلاقة الوثيقة بين الاطمئنان النفسي وصحة الجسد عموماً
وفيه غير ذلك من أصناف الوقاية المرغوبة ، كالوقاية من العِلل والأمراض الناشئة عن الإفراط في تناول اللذات ( [6] )
[1]صححه الألباني في صحيح الترغيب 978 , ابن خزيمة 1897
[2]المناوي في فيض القدير 4/280 مع تصريف
[3] الغزالي في الأحياء من أسرار الصوم
[4] الطبراني في الكبير 8544 , صححه الألباني موقوفا في صحيح الترغيبً 3397
[5] رواه ابن ماجة 1745 والترمذي 3519 وحسنه
[6] التحرير والتنوير 2 / 135