الفضيلة السابعة
الصيام
يجعل للانسان ارادة يسيطر بها على ملذاته
{ قال الله تعالى إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به يدع شهوته وطعامه من أجلي} ( [1] )
وفي رواية { يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي الصيام لي } ( [2] )
{يدع الطعام من أجلي ويدع الشراب من أجلي ويدع لذته من أجلي ويدع زوجته من أجلي} ( [3] )
الملذات من أكثر الأمور التي يندفع ورائها الإنسان لكن الشيء الذي يجعل الإنسان يستطيع أن يتركها وليس فقط أن يندفع ورائها الصوم لأن الذي يحمل الصَّائِم على أن يتحكم فيها قصده وجه الله أي ْإِخْلَاصه لله في الابتعاد عن هذه الأمور وقت الصيام وخاصة عندما يَعْرِض فِي خَاطِره شَهْوَة شَيْء مِنْ هذه الْأَشْيَاء طُول نَهَاره إِلَى أَنْ يفطَرَ فيجاهد نفسه في تركها فهذه المجاهدة التي قصد بها وجه الله هي التي دفع بها الاستجابة لتنفيذ الخاطرة وتحويلها لعمل وهي الإرادة التي تحكم بها في السيطرة على ملذاته ولهذا لما وجد الله في قلبه الصدق في هذا نسب ترك العبد لملذاته أنه من أجله جل وعلا ومن استطاع السيطرة على هذه الأشياء كانت سيطرته على نفسه في غيرها أهون
[1] مسلم 8/273
[2] البخاري 1894
[3]المجمع 3/179 رواه الطبراني في الأوسط 8477 ورجاله ثقات وكذا قال المنذري وحسنه محققوا الترغيب