الفضيلة الرابعة
الصوم
قامع للشهوات
{يا معشر الشباب من استطاع الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء (أي قامع للشهوات)} ( [1] )
الإسلام يدعوا إلى الزواج ويرغب فيه , لأنه هو أسلم طريقة لتصريف الغريزة الجنسية, فالشريعة توجه من كان لديه قدرة الإنفاق على الزواج أن يتزوج، فالزواج أشد إحصانا ومنعاً من الوقوع في الفاحشة
ومن لم يستطع الزواج لعجزه عن مؤنه فعليه بالصوم ليدفع شهوته ويقطع شر منيه، وعلى هذا وقع الخطاب مع الشباب لأنهم مظنة ثوران شهوة النساء الداعية إلى الجماع ولا ينفكون عنها غالباً
وفي الحديث إشارة إلى أن الغرض من الصوم في الأصل كسر الشهوة.
فالمرء بمحافظته على صيامه يغض البصر الذي فيه الصيانة من الوقوع في الفتن والابتعاد عن مواقعة المعصية, فلا ينظر إلى النساء وبذلك يعزف بنفسه الأمارة بالسوء عن التطلع للنكاح
ويجد من صومه كسراً لشهوته لأن الصوم أصلاً كاسر للشهوة لأنه وجاء والوجاء نوع من الاخصاء يقوم برض عروق الأنثيين ويترك الخصيتين على ما هم عليه قال صلى الله عليه وسلم :
{خصاء أمتي الصيام والقيام }( [2] )
وبذلك يكون الصيام قاطع للشهوة كما أن الخصاء قاطع للنسل
ويجمع مع هذا المحافظة على مداومة الطاعة لرب العالمين المطلع عليه الذي سيقف بين يديه يوم القيامة, وبذلك تقوى إرادته وترتفع معنوياته وتقمع شهواته التي يدفع بها المعاصي
والصائم الذي يمتنع عن المحرمات وعن الحالات التي تدعو لها الشهوة إنسان عزيز كريم ، يشعر بآدميته لعلمه أن من صام عن شهواته في الدنيا أدركها غدا في الجنة
[1] البخاري 1905
[2] ا المسند 2/ 173 وحسن إسناده الهيثمي في المجمع 3/ 181