التواصي
إن الذين يسلكون مسلك التواصي مع غيرهم أناس مميزون لعلاقاتهم الاجتماعية المتواصون فيها لله
لأنهم يوصون بالحق ويوصون بالصبر عملاً بمضمون سورة العصر { وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3) }
فهم يوصون بعضهم بالمحافظة على العبادات كالصلوات في الجماعات يوصون بعضهم بقيام الليل بصلاة الضحى بالمحافظة على السنن الرواتب يوصون بعضهم بالآتيات بالأذكار والمحافظة عليها في الصباح والمساء وعقب الصلوات يوصون بعضهم بالمحافظة على قراءة ورد يومي من القرآن الكريم يوصون بعضهم ببذل الصدقات والعطاءات يوصون بعضهم ببر الوالدين وصلة الأرحام فإن الواصي بمثل هذه الأمور سلوكه إيجابي بناء لأنه دعاء للهدى فيشمله قوله صلى الله عليه وسلم
{من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا } [1]
بخلاف هؤلاء الذين يسلكون مسلك سلبي هدام لأنهم يتواصون بالبقاء على الفسوق والعصيان واستغضاب للرحمن فتجدهم بدلاً من أن يوصوا الشباب بالزواج ويوصوا المجتمع بتوفير المساعدة على ذلك يوصون بالحب والخنى وإقامة العلاقات المحرمة بين الجنسين حتى يشبع كل منهم رغباته من الجنس الأخر وإلا رموه بالخجل والجهل والخلل والأفق الضيق وغير ذلك من الأمور التي يعتقدون أن الذي لا يسلكها هو متخلف وفي الحقيقة هم بسلوكهم هذا معول هدم للقيم في المجتمع فتجدهم يوصون باستحلال الأعراض وأموال الغير ويوصون بالفرقة والعداوات لأن المعايير التي يقيسوا عليها الأمور معايير غير إيمانية
فلا يستحضرون يوم القيامة ولا عاقبة مسلكهم من الحسرة والندامة والعقوبة الألامة لأنهم لم يتواصوا على الإِيمان والعمل الصالح والطاعة لله ويظنون أن المتقين هم المستحقين لعذاب رب العلمين
[1] رواه مسلم وصححه الألباني في المشكاة 158