المحبة
يقول صلى الله عليه وسلم عن ربه تبارك وتعالى:{حقت محبتي على المتحابين في } ([1])
أي وجبت محبتي أي استحق محبتي والقصد بيان فضلهم وعلو قدرهم عند ربهم على آكد وجه وأبلغ مكانة
فمن ثمرات حب الله ورسوله والحب في الله بين المؤمنين أن يكافئ الله المحبين بالحب فيحبهم الله و{من أحبه الله أدخله الجنة } [2]
والمؤمن لا يكمل إيمانه حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه فكما يحب لنفسه الجنة سوف يحب لأخيه الجنة يحب لنفسه السعي لرضا الله سوف يحب لأخيه السعي لكسب رضا الله يحب لنفسه ألا يعذب في النار سيحب لأخيه الوقاية من النار كذلك يحب لنفسه الصلاح والابتعاد عن معصية الله والثبات على طاعة الله فإنه يحب لأخيه مثل ذلك
والمحبّ الذي تدفعه محبته إلى إرضاء الشخص الذي يحبه فيما يريد والسرور له بفعل ما يهوى ولو كان في ذلك هلاكه أو ضره وأذاه أو سخط الله أو إضرار بالناس أو نشر للشر والفساد في الأرض فهي محبة حمقاء ضارة غير نافعة ويكون هذا المحب سلك مسلك سيء
لأن المحبة العاقلة النافعة تريد الخير لمن يحب ولو كان ذلك يخالف هواه لأنه يعلم أن {المرء مع من أحب}{ والمرء يحشر مع من أحب}
{ عن أنس أن رجلا قال يا رسول الله متى الساعة ؟ قال ويلك وما أعددت لها ؟ قال ما أعددت لها كثير عمل وفي رواية ما أعتدت لها كثير صلاة ولا صيام وفي رواية أني ضعيف العمل إلا أني أحب الله ورسوله . قال أنت مع من أحببت قال أنس فما رأيت المسلمين فرحوا بشيء بعد الإسلام فرحهم بها قال أنس : فأنا أحب الله ورسوله ، وأبا بكر وعمر ، فأرجو أن أكون معهم ، وإن لم أعمل بأعمالهم } ([2م])
فمن أحب راقصة أو مغنية حشر معها ومن أحب أهل الطاعة حشر معهم
يقول صلى الله عليه وسلم {يا أيها الناس اسمعوا واعقلوا واعلموا أن لله عز وجل عباداً ليسوا بأنبياء ولا شهداء ، يغبطهم النبيون والشهداء على مجالسهم وقربهم من الله فقال أعرابي : يا رسول الله انعتهم لنا ؟ جلهم لنا ؟ فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم لقول الأعرابي وقال : هم ناس من أفناء الناس ( ممن لا يعلم من هم) ونوازع القبائل ( الغرباء ) لم تصل بينهم أرحام متقاربة ، تحابوا في الله عز وجل وتصافوا ، يضع الله عز وجل لهم منابر من نور ليجلسهم عليها ، فيجعل وجههم نوراً وثيابهم نوراً ، يفزع الناس يوم القيامة ولا يفزعون ، وهم أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون } [3]
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {إن الله يقول يوم القيامة: أين المتحابون بجلالي ، اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي} [4]
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {إن المتحابون في الله لترى غرفهم في الجنة كالكوكب الطالع الشرقي أو الغربي فيقال من هؤلاء ؟ فيقال هؤلاء المتحابون في الله عز وجل } [5]
قال صلى الله عليه وسلم
{ ما تحاب رجلان في الله إلا كان أحبهما إلى الله عز وجل أشدهما حبا لصاحبه } ([2])
قَالَ صلى الله عليه وسلم
{من سره أن يجد طعم الإيمان فليحب المرء لا يحبه إلا لله عز وجل }[3]
إن الذي يريد أن يتنعم بهذا النعيم في الآخرة سيسلك مسلك المحبة لغيره وسيهنئ بطيب المحبة في الدنيا علاوة على الفضل العظيم في الأجرة
أما المحبات التي تكون بين أفراد جماعات ظاهرها واضح من الإفساد والسرور بالمغامرات في المنكرات فإن أصحابها يحتاجون إلى تصحيح المفاهيم الهوائية بالمفاهيم الإيمانية لتبديل محباتهم من حب للآخرين في سخط الله إلى حب في الله ولو سخط الآخرين
والشريعة السمحة لم تكتفي بأن يحب المرء أخيه محبة إيمانية ويكتفي بها بل تدفعه لسلوك مسلك الإخبار بهذه المحبة لمن يستحقه ولو سلك التكلف لذهاب إليه ليعلمه بمحبته قال صلى الله عليه وسلم
{ إذا أحب الرجل أخاه فليخبره أنه أحبه } ([4])
{إذا أحب أحدكم صاحبه فليأته في منزله , فليخبره بأنه يحبه لله عز وجل } ([5])
لأن في الإخبار بذلك استمالة قلبه واستجلاب زيادة المحبة ويحثه على التوادد والتألف وذلك أنه إذا أخبره أنه يحبه استمال بذلك قلبه واجتلب به وده
فبالضرورة يحبه ويحصل الائتلاف ويزول الاختلاف بين المؤمنين
إن في معرفة المرء لهذه الحقائق بعد أن كان يجهلها تشتاق نفسه لأن يكون واحد من هؤلاء الذين ينالون الثواب في الدنيا وفي الآخرة يريد الجنة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
{لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا }
[1] السلسلة الصحيحة 3423 صحيح
[2] السلسلة الصحيحة 450 صحيح
[2 م] البخاري 3688 , مسلم 16/402
[3] المسند 2/298 الحاكم 4/168 وصححه ووفقه الذهبي , حسنه الألباني في الصحيحة 2300
[4] مشكاة المصابيح 5016 صحيح , صحيح الترمذي 2515
[5] ابن المبارك في الزهد 1/188 , صححه الألباني في الصحيحة 797
المحبة
يقول صلى الله عليه وسلم عن ربه تبارك وتعالى:{حقت محبتي على المتحابين في } ([1])
أي وجبت محبتي أي استحق محبتي والقصد بيان فضلهم وعلو قدرهم عند ربهم على آكد وجه وأبلغ مكانة
فمن ثمرات حب الله ورسوله والحب في الله بين المؤمنين أن يكافئ الله المحبين بالحب فيحبهم الله و{من أحبه الله أدخله الجنة } [2]
والمؤمن لا يكمل إيمانه حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه فكما يحب لنفسه الجنة سوف يحب لأخيه الجنة يحب لنفسه السعي لرضا الله سوف يحب لأخيه السعي لكسب رضا الله يحب لنفسه ألا يعذب في النار سيحب لأخيه الوقاية من النار كذلك يحب لنفسه الصلاح والابتعاد عن معصية الله والثبات على طاعة الله فإنه يحب لأخيه مثل ذلك
والمحبّ الذي تدفعه محبته إلى إرضاء الشخص الذي يحبه فيما يريد والسرور له بفعل ما يهوى ولو كان في ذلك هلاكه أو ضره وأذاه أو سخط الله أو إضرار بالناس أو نشر للشر والفساد في الأرض فهي محبة حمقاء ضارة غير نافعة ويكون هذا المحب سلك مسلك سيء
لأن المحبة العاقلة النافعة تريد الخير لمن يحب ولو كان ذلك يخالف هواه لأنه يعلم أن {المرء مع من أحب}{ والمرء يحشر مع من أحب}
{ عن أنس أن رجلا قال يا رسول الله متى الساعة ؟ قال ويلك وما أعددت لها ؟ قال ما أعددت لها كثير عمل وفي رواية ما أعتدت لها كثير صلاة ولا صيام وفي رواية أني ضعيف العمل إلا أني أحب الله ورسوله . قال أنت مع من أحببت قال أنس فما رأيت المسلمين فرحوا بشيء بعد الإسلام فرحهم بها قال أنس : فأنا أحب الله ورسوله ، وأبا بكر وعمر ، فأرجو أن أكون معهم ، وإن لم أعمل بأعمالهم } ([2م])
فمن أحب راقصة أو مغنية حشر معها ومن أحب أهل الطاعة حشر معهم
يقول صلى الله عليه وسلم {يا أيها الناس اسمعوا واعقلوا واعلموا أن لله عز وجل عباداً ليسوا بأنبياء ولا شهداء ، يغبطهم النبيون والشهداء على مجالسهم وقربهم من الله فقال أعرابي : يا رسول الله انعتهم لنا ؟ جلهم لنا ؟ فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم لقول الأعرابي وقال : هم ناس من أفناء الناس ( ممن لا يعلم من هم) ونوازع القبائل ( الغرباء ) لم تصل بينهم أرحام متقاربة ، تحابوا في الله عز وجل وتصافوا ، يضع الله عز وجل لهم منابر من نور ليجلسهم عليها ، فيجعل وجههم نوراً وثيابهم نوراً ، يفزع الناس يوم القيامة ولا يفزعون ، وهم أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون } [3]
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {إن الله يقول يوم القيامة: أين المتحابون بجلالي ، اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي} [4]
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {إن المتحابون في الله لترى غرفهم في الجنة كالكوكب الطالع الشرقي أو الغربي فيقال من هؤلاء ؟ فيقال هؤلاء المتحابون في الله عز وجل } [5]
قال صلى الله عليه وسلم
{ ما تحاب رجلان في الله إلا كان أحبهما إلى الله عز وجل أشدهما حبا لصاحبه } ([2])
قَالَ صلى الله عليه وسلم
{من سره أن يجد طعم الإيمان فليحب المرء لا يحبه إلا لله عز وجل }[3]
إن الذي يريد أن يتنعم بهذا النعيم في الآخرة سيسلك مسلك المحبة لغيره وسيهنئ بطيب المحبة في الدنيا علاوة على الفضل العظيم في الأجرة
أما المحبات التي تكون بين أفراد جماعات ظاهرها واضح من الإفساد والسرور بالمغامرات في المنكرات فإن أصحابها يحتاجون إلى تصحيح المفاهيم الهوائية بالمفاهيم الإيمانية لتبديل محباتهم من حب للآخرين في سخط الله إلى حب في الله ولو سخط الآخرين
والشريعة السمحة لم تكتفي بأن يحب المرء أخيه محبة إيمانية ويكتفي بها بل تدفعه لسلوك مسلك الإخبار بهذه المحبة لمن يستحقه ولو سلك التكلف لذهاب إليه ليعلمه بمحبته قال صلى الله عليه وسلم
{ إذا أحب الرجل أخاه فليخبره أنه أحبه } ([4])
{إذا أحب أحدكم صاحبه فليأته في منزله , فليخبره بأنه يحبه لله عز وجل } ([5])
لأن في الإخبار بذلك استمالة قلبه واستجلاب زيادة المحبة ويحثه على التوادد والتألف وذلك أنه إذا أخبره أنه يحبه استمال بذلك قلبه واجتلب به وده
فبالضرورة يحبه ويحصل الائتلاف ويزول الاختلاف بين المؤمنين
إن في معرفة المرء لهذه الحقائق بعد أن كان يجهلها تشتاق نفسه لأن يكون واحد من هؤلاء الذين ينالون الثواب في الدنيا وفي الآخرة يريد الجنة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
{لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا }
[1] السلسلة الصحيحة 3423 صحيح
[2] السلسلة الصحيحة 450 صحيح
[2 م] البخاري 3688 , مسلم 16/402
[3] المسند 2/298 الحاكم 4/168 وصححه ووفقه الذهبي , حسنه الألباني في الصحيحة 2300
[4] مشكاة المصابيح 5016 صحيح , صحيح الترمذي 2515
[5] ابن المبارك في الزهد 1/188 , صححه الألباني في الصحيحة 797