التناصح
يقول صلى الله عليه وسلم عن ربه تبارك وتعالى{ حقت محبتي على المتناصحين في} ([1]
ويقول صلى الله عليه وسلم { الدين النصيحة }
أي أن عماد الدين وقوامه هو النصيحة
والنصح هو إرادة الخير للمنصوح وعكسه الغش
النصح الذي هو لله بما هو أهله فعلاً أو قولا والقيام بتعظيم الله ظاهرا وباطنا والرغبة في محابه وموالاة من أطاعه ومعاداة من عصاه
والناصح لله يكون في سره وعلنه قد آثر أمر الله على هواه فيكون النصح بينه وبين من ينصحه على إدامة الطاعة ويبدأ بالنصيحة لنفسه
والإنسان بعلمه أن النصح لا بد أن يكون لله ويعلم أن النصيحة كلمة جامعة معناها حيازة الحظ للمنصوح له فعندما يعلم من ناصحه أنه صادق في نصيحته لم يرد عليه قوله في عيب إن أخبره به عن نفسه أو سقطة إن كانت منه وإذا لم يعلم ذلك منه لم يؤمن أن يسوء ظنه فيه فلا يقبل منه قول ويحمل ذلك منه على العداوة
والنصيحة تكون بالشفقة على المنصوحين والسعي فيما يعود نفعه عليهم وتعليمهم ما ينفعهم وكف وجوه الأذى عنهم وتوقير كبيرهم ورحمة صغيرهم
فالنصح صفاء في كل التعاملات في التجارات في الدراسات في إرشادهم إلى مصالحهم وإرادة الخير بهم ليكون تنشيط لهمهم في الطاعات
وعلى الإنسان إذا طلب منه النصح أن يقدم له النصيحة التي تنفعه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { إذا استنصح أحدكم أخاه فلينصح له }
فالإنسان عليه أن يسلك سلوك الناصح الأمين في نصحه للآخرين فيقبل نصحه ويطاع أمره
وإن يسلك مسلك الهين السهل المطيع في تنفيذ ما قدم له من نصح ناصح تقي كريم
[1] صححه الألباني في صحيح الترغيب 3019 من رواية الترمذي