استعاذة من نفس لا تشبع
من الاستعاذات الخاصة التي وجهنا صلى الله عليه وسلم أن نأتي بها ووصانا أن نحافظ عليها وكان هو صلى الله عليه وسلم يأتي بها وهو المحفوظ من كل ما استعاذ منه
الاستعاذة من نفس لا تشبع
فكما أمرنا صلى الله عليه وسلم وكان هو يقول اللهم إني أعوذ بك من نفس لا تشبع ومن قلب لا يخشع ومن علم لا ينفع ودعوة لا تستجاب
النفس التي لا تشبع والتي أمرنا أن نستعاذ منها هي النفس الحريصة عَلَى الدُّنْيَا لَا تَشْبَع مِنْهَا
مِنْ نَفْسٍ لَا تَشْبَعُ بِمَا آتَاهَا اللَّهُ وَلَا تَقْنَعُ بِمَا رَزَقَهَا وَلَا تَفْتُرُ عَنْ جَمْعِ الْمَالِ لِمَا فِيهَا مِنْ شِدَّةِ الْحِرْصِ
مِنْ نَفْسٍ تَأْكُلُ كَثِيرًا َحَرِيصَةٍ عَلَى جَمْعِ الْمَالِ وَتَحْصِيلِ الْمَنَاصِبِ
اِسْتِعَاذَة مِنْ الْحِرْص وَالطَّمَع وَالشَّرَه ، وَتَعَلُّق النَّفْس بِالْآمَالِ الْبَعِيدَة
من نفس لا تشبع هو استعاذة من الحرص والطمع والشره وتعلق النفس بالآمال البعيدة
وَأَمَّا الْحِرْص عَلَى الْعَمَل وَالْخَيْر فَمَحْمُودٌ مَطْلُوب قَالَ تَعَالَى { وَقُلْ رَبّ زِدْنِي عِلْمًا }
كان صلى الله عليه وسلم يأمرنا أن نقول اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل والبخل والجبن والهرم وعذاب القبر اللهم آت نفسي تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها اللهم إني أعوذ بك من نفس لا تشبع ومن قلب لا يخشع ومن علم لا ينفع ودعوة لا تستجاب
وان يقول { اللهم إني أعوذ بك من قلب لا يخشع و من دعاء لا يسمع و من نفس لا تشبع و من علم لا ينفع أعوذ بك من هؤلاء الأربع } قال الألباني صحيح رقم 1297 في صحيح الجامع َ
إنَّ النَّفْسَ يُعْتَدُّ بِهَا إِذَا تَجَافَتْ عَنْ دَارِ الْغُرُورِ وَأَنَابَتْ إِلَى دَارِ الْخُلُودِ . وَهِيَ إِذَا كَانَتْ مَنْهُومَةً لَا تَشْبَعُ حَرِيصَةً عَلَى الدُّنْيَا كَانَتْ أَعْدَى عَدُوِّ الْمَرْءِ فَأَوْلَى الشَّيْءُ الَّذِي يُسْتَعَاذُ مِنْهُ هِيَ أَيْ النَّفْسُ
كان صلى الله عليه وسلم يعلمنا يقول { اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل والبخل والجبن والهرم وعذاب القبر اللهم آت نفسي تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها اللهم إني أعوذ بك من قلب لا يخشع ومن نفس لا تشبع وعلم لا ينفع ودعوة لا يستجاب لها }
وَمَعْنَى زَكِّهَا طَهِّرْهَا ، مَعْنَاهُ لَا مُزَكِّي لَهَا إِلَّا أَنْتَ فأَنْتَ وَلِيّهَا
اللَّهُمَّ أَلْهِمْنِي رُشْدِي أَيْ وَفِّقْنِي إِلَى الرُّشْدِ وَهُوَ الِاهْتِدَاءُ إِلَى الصَّلَاحِ
وَأَعِذْنِي مِنْ شَرِّ نَفْسِي
أَيْ أَجِرْنِي وَاحْفَظْنِي مِنْ شَرِّهَا فَإِنَّهَا مَنْبَعُ الْفَسَادِ وَهَذَا الْحَدِيثُ مِنْ جَوَامِعِ الْكَلِمِ النَّبَوِيَّةِ لِأَنَّ طَلَبَ إِلْهَامِ الرُّشْدِ يَكُونُ بِهِ السَّلَامَةُ مِنْ كُلِّ ضَلَالٍ وَالِاسْتِعَاذَةُ مِنْ شَرِّ النَّفْسِ يَكُونُ بِهَا السَّلَامَةُ مِنْ غَالِبِ مَعَاصِي اللَّهِ سُبْحَانَهُ فَإِنَّ أَكْثَرَهَا مِنْ جِهَةِ النَّفْسِ الْأَمَّارَةِ بِالسُّوءِ
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال { إذا اوى احدكم إلى فراشه فليأخذ داخلة ازاره فلينفض بها فراشه وليسم الله فانه لا يعلم ما خلفه بعده على فراشه فإذا اراد ان يضطجع فليضطجع على شقه الايمن وليقل سبحانك اللهم ربى بك وضعت جنبى وبك ارفعه ان امسكت نفسي فاغفر لها وان ارسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين
فإنه لا يعلم ما خلفه أي من حية أو عقرب بها أو نحوها
التعوذ من شر ما عمل ، ومن شر ما لم يعمل
اللهم آت أعط نفسي تقواها أي تحرزها عن متابعة هواها وارتكاب الفجور
التقوى بما يقابل الفجور كما في آية فألهمها فجورها وتقواها
وزكها طهرها من كل خلق ذميم
أنت خير من زكاها أي من جعلها زاكية يعني لا مزكي لها إلا أنت فإنه تعالى هو الذي يزكي النفوس فتصير زاكية أي عاملة بالطاعة فالله هو المزكي والعبد هو المتزكي
أنت وليها الذي يتولاها بالنعمة في الدارين ومولاها سيدها
التقوى وتصليح التزكية فيها إنما كان لأنه هو المتولي أمرها وربها ومالكها فالتزكية إن حملت على تطهير النفس عن الأفعال والأقوال والأخلاق الذميمة كانت بالنسبة إلى التقوى مظاهرة ما كان مكمنا في الباطن وإن حملت على الإنماء والإعلان بالتقوى كانت تحلية بعد التخلية فإن المتقي شرعا من اجتنب النواهي وأتى بالأوامر
والاستعاذة حال خوف وقبض ، بخلاف الحمد لله ولله الحمد لأنه حال شكر ، وتذكير إحسان ونعم