|
الصفحة الرئيسية | السلوك | الإيمان | الإدمان وعلاجه |
علاج الحاسد والمحسود والعائن والمعيون |
علاج الحاسد والمحسود والعائن والمعيون |
|
حتى نعالج الحسد ينبغي معرفة أن أعراض الحسد قد تظهر على المال والبدن والنفس بحسب مكوناتها إذا وقع الحسد على النفس يصاب صاحبها بشيء من أمراض النفس 1- يصاب بالصدود عن الذهاب إلى الكلية أو المدرسة أو العمل أو يصد عن تلقى العلم ومدارسته واستذكاره وتحصيله واستيعابه وتقل درجة ذكائه وحفظه 2 - يصاب بميل للانطواء والانعزال والابتعاد عن مشاركة الأهل في المعيشة 3 - يشعر بعدم حب ووفاء وإخلاص أقرب وأحب الناس له 4 - يجد في نفسه ميلاً للاعتداء على الآخرين وقد يصير من طبعه العناد 5 - يميل إلى عدم الاهتمام بمظهره وملبسه 6 - لا يألف أهله وأحبابه وأصحابه ويسيطر عليه الإحساس بالضيق والزهق 7 - يشعر بالاختناق ويصير لا يستقر له حال أو فكر أو مقال وليس بلازم أن تظهر جميع هذه الأعراض على المحسود بل قد يظهر بعضها فقط إذا كان الحسد واقعا على المال 1- يصاب المحسود بارتباك وضيق في التعامل مع غيره بشأن المال 2 - يصاب بالخبل في إعداد وتصنيع أو جلب أو عرض البضائع للتداول قد تتعرض البضائع للتلف وتخيم على حركة البيع سحابه من الركود والكساد 3 - يضيق صاحب المال المحسود ذرعاً ولا يقبل التحدث عنه أو العمل من أجله إذا كان الحسد واقعاً على البدن يصاب بالخمود والخمول والكسل والهزال وقلة الشهية وكثرة التنهد والتأوه وبعض الأوجاع [70] التعوذ من الحسد علاج ووقاية للأعراض المذكورة وغيرها {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ ٱلْفَلَقِ مِن شَرِّ مَا خَلَقَ وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ وَمِن شَرِّ ٱلنَّفَّـٰثَـٰتِ فِى ٱلْعُقَدِ وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ } الفلق الأمر بالقول يقتضي المحافظة على هذه الألفاظ لأنها التي عينها الله للنبي صلى الله عليه وسلم ليتعوذ بها فإجابتُها مرجوة , فينبغي المحافظة على هذه الألفاظ للتعوذ ولأنها من القرآن فالمحافظة على ألفاظها متعينة والتعوذ يحصل بمعناها وبألفاظها سورة الفلق من أكبر أدوية المحسود فإنها تتضمن التوكل على الله ، والالتجاء إليه ، والاستعاذة به من شر حاسد النعمة فهو مستعيذ بولي النعم وموليها كأنه يقول يا من أولاني نعمته وأسداها إلي أنا عائذ بك من شر من يريد أن يستلبها مني ويزيلها عني واعلم أن الله حسب من توكل عليه ، وكافي من لجأ إليه وهو الذي يؤمن خوف الخائف ويجير المستجير وهو نعم المولى ونعم النصير , فمن تولاه واستنصر به وتوكل عليه وانقطع بكليته إليه تولاه وحفظه وحرسه وصانه ، ومن خافه واتقاه أمنه مما يخاف ويحذر وجلب إليه كل ما يحتاج إليه من المنافع ، ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب ، ومن يتوكل على الله فهو حسبه فلا تستبطئ نصره ورزقه وعافيته , فإن الله بالغ أمر ، وقد جعل الله لكل شيء قدراً لا يتقدم عنه ولا يتأخر [71] العلاج يكون بهذا الدواء مع الإتيان بالآيات والتعويذات النبوية الآتية بسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ(2)الرَّحْمَانِ الرَّحِيمِ(3)مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ(4)إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ(5)اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ(6)صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ(7)} الفاتحة {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ(255)} آية الكرسي من سورة البقرة { لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ(284)آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ(285)لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ لَبَتْ(286)}خواتيم سورة البقرة {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ(17)} الأنعام { وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا(82)} الإسراء { قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ(1)اللَّهُ الصَّمَدُ(2)لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ(3)وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ(4)} الصمد {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ(1)مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ(2)وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ(3)وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ(4)وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ(5)} الفلق {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ(1)مَلِكِ النَّاسِ(2)إِلَهِ النَّاسِ(3)مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ(4)الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ(5)مِنْ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ(6)} الناس { أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق }[72] {أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاورهن بر ولا فاجر ، من شر ما خلق وذرأ وبرأ ، ومن شر ما ينزل من السماء ، ومن شر ما يعرج فيها ، ومن شر ما ذرأ في الأرض ، ومن شر ما يخرج منها ، ومن شر فتن الليل ، والنهار ، ومن شر طوارق الليل إلا طارقاً يطرق بخير يا رحمن}[73] {أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وعقابه ، ومن شر عباده ، ومن همزات الشياطين وأن يحضرون }[74] وتكون قرأتها بنية الشفاء من هذا المرض , مع اليقين وحسن الظن بالله ومهما كان هذا المرض مستعصي , فالقرآن هو الشفاء التام من جميع الأدواء القلبية والبدنية وأدواء الدنيا والآخرة , حتى ولو طالت المدة , قال تعالى { سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا(7)} الطلاق فإذا عالج المرض بصدق وإيمان واعتقاد جازم لم يقاومه الداء أبدا وكيف تقاوم الأدواء كلام رب الأرض والسماء ويستحب إن يضاف إلى هذا العلاج ما يذكر من آيات وتعويذات نبوية عند علاج المعيون الذي أصيب بالعين , والتي سنأتي عليها في موضعها يستطيع كل مسلم ومسلمة التحصن ضد الحسد وغيره مـن الأمراض قبـل وقوعها ، وذلك بالأذكار الشرعية من الآيات القرآنية ، والأحاديث النبوية الثابتـة عن سيد الخلق عليه الصلاة والسلام في الصباح والمساء والأحوال المختلفة فيجب على المسلم أن يحصن نفسـه مـن الشياطين ومن مردة الجن ومن شياطين الإنس بقوة الإيمـان بالله ، والاعتمـاد عليه ، والتوكل عليه ، ولجوءه وضراعته إليه ، وكثرة قراءة المعوذتين وسورة الإخلاص وفاتحة الكتاب وآية الكرسي [75] وما سبق في العلاج فإنه للوقاية أيضاً علاوة على ذلك كتمان النعمة لقوله صلى الله عليه وسلم {استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان فأن كل ذي نعمة محسود }[76] وسيأتي في نهاية الرسالة عشر أسباب لدفع الحسد والوقاية منه ومن غيره
[70] لقط المرجان عزاه للشيخ عبد الخالق العطار [71] ابن القيم [72] مسلم 17/34 [73] المسند 3/419 , مصنف أبو شيبة 5/51 , 6/80 , الألباني صححه في مشكاة المصابيح 2413 , صحيح الجامع 74 , حسنه في صحيح الترغيب 1602 [74] المسند 2/181 , الترمذي 3528 , صحح إسناده أحمد شاكر 6696 , الألباني حسنه لغيره صحيح الترغيب1601 , صحيح الترمذي 2793 [75] ذكره سماحـة الوالد الشيـخ عبد العزيز بن باز رحمه الله [76] شعب الإيمان 2/291/1 , أبو نعيم 5/215 , حسن تجويده الألباني في السلسلة الصحيحة 1453 ,
|
||||||||||||||||