الدركة الأولى من الحسد محبة زوال نعمة الغير مع تمني انتقالها له
الحاسد يرى المحسود قد فضل عليه وأوتى ما لم يؤت نظيره فلا يدعه الحسد أن ينقاد له ويكون من اتباعه وهذا الداء هو الذي منع عبد الله بن أبي من الإيمان برسول الله محمد صلى الله عليه وسلم وقد عَلِمَ علماً لا شك فيه أنه رسول الله جاء بالبينات والهدى فحمله الحسد على أن اختار زوال نبوة محمد على الإيمان
كان عبد الله بن أبي من الرؤساء وكان ينتظر أن يتوجه قومه ملكاً عليهم فلما جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وأصبح السمع والطاعة لرسول الله من أهلها تمنى عبد الله بن أبي أن تزول هذه النعمة من رسول الله ليأتيه هو الملك ليكون له السمع والطاعة وليس لرسول الله فأخرجه الحسد لرسول الله صلى الله عليه وسلم إلى النفاق وترك الصواب
فلا يَغُرنَ تملق الحاسد للمحسود ، و لا ما يظهره من الدين والتعبد , فإن الحسد يغلب الدين