توضيحات للعلاقة بين الحسد والوساوس والسحر والبخل
الفرق بين الحسد والوسواس والجمع بينهما
الحسد يعم الحاسد من الجن والإنس ، فإن الشيطان وحزبه يحسدون المؤمنين على ما آتاهم الله من فضله كما حسد إبليس أبانا آدم وهو عدو لذريته كما قال تعالى :
{ إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا (6) } فاطر
الوسواس يعم أيضاً من الجن والإنس
الحسد أخص بشياطين الإنس
الوسواس أخص بشياطين الجن
فكلا الشيطانين حاسد موسوس , فالاستعاذة من شر الحاسد تتناولهما جميعاً [77]
الفرق بين الحسد والسحر والجمع بينهما
الحاسد عدو النعم وهذا الشر هو من نفسه وطبعها ليس هو شيئاً اكتسبه من غيرها , بل هو من خبثها وشرها
الساحر يكون باكتساب أمور أخرى واستعانة بالأرواح الشيطانية
والاستعاذة من شر هذين تعم كل شر يأتي من شياطين الإنس والجن
ابن القيم
الحسد أكثر ما يكون في الرجال عن النساء
السحر أكثر ما يكون في النساء عن الرجال
الفرق بين ضرر الحسد وضرر الوساوس وضرر السحر
الحسد من شياطين الإنس والجن
السحر من النوعين أيضاً شياطين الإنس والجن
الوسوسة في القلب , قسم ينفرد به شياطين الجن
الحاسد والساحر يؤذيان العبد بلا عمل منه , بل هو أذى من أمر خارج عنه
الوسواس يؤذي العبد من داخل بواسطة مساكنته له وقبوله منه
يعاقب العبد على الشر الذي يؤذيه به الشيطان من الوساوس التي تقترن بها الأفعال والعزم الجازم ، لأن ذلك بسعيه وإرادته
الحاسد والساحر , ببلوغ شرهما للعبد لا يعاقب العبد عليه, إذ لا يضاف إلى كسبه ولا إرادته
الساحر والحاسد يقارنهما الشيطان ويحادثهما ويصاحبهما
الحاسد تعينه الشياطين بلا استدعاء منه للشيطان ، لأن الحاسد شبيه
بإبليس وهو في الحقيقة من أتباعه ، لأنه يطلب ما يحبه الشيطان من فساد الناس وزوال نعم الله عنهم , كما أن إبليس حسد آدم لشرفه وفضله , وأبى أن يسجد له حسداً ، فالحاسد من جند إبليس
الساحر يطلب من الشيطان أن يعينه ويستعينه ، وربما يعبده من دون الله حتى يقضي له حاجته وربما يسجد له
ولهذا كلما كان الساحر أكفر وأخبث وأشد معاداة لله ولرسوله ولعباده المؤمنين كان سحره أقوى وأنفذ
الحاسد قصده الشر بطبعه ونفسه وبغضه للمحسود والشيطان يقترن به ويعينه ، ويزين له حسده ويأمره بموجبه
الساحر قصده الشر بعلمه وكسبه وشركه واستعانته بالشياطين [78]
بين الكتاب والسنّة أن الشح والحسد من جسد واحد في قوله: {وَٱلَّذِينَ تَبَوَّءُوا ٱلدَّارَ وَٱلإِيمَـٰنَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلاَ يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّآ أُوتُواْ وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ (9)} الحشر فأخبر عنهم بأنهم يبذلون ما عندهم من الخير مع الحاجة ، وأنهم لا يكرهون ما أنعم به على إخوانهم ، وضد الأول البخل، وضد الثاني الحسد
ولهذا كان البخل والحسد من نوع واحد
الحاسد يكره عطاء غيره
الباخل لا يحب عطاء نفسه
[77] ابن القيم مع تصريف
[78] ابن القيم