الأقوال والعبارات التي جاءت في ذم الحسد
من بغض الناس للحسد وقد يكون بسبب تعرضهم للأذى من الحساد جاء في كلامهم عبارات يستحقها الحاسد ومنها
اصبر على حسد الحسود ولو رمى بك في اللجج , فلعل طرفك لا يعود إليك إلا بالفرج [37]
أصبر على حسد الحسود فإن صبرك قاتله فالنار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله [38]
الحاسد ظالم لكنه أشبه بالمظلوم
ما رأيت ظالما أشبه بمظلوم من حاسد [39]
أكثر ما يكون الحسد في الجيران
العداوة في القرابة والحسد في الجيران والمنفعة في الإخوان [40]
كل العداوة قد ترجى إماتتها إلا عداوة من عاداك بالحسد [41]
الحسد يملك الشيطان إهلاك الحاسد
الشيطان يحدث بثنتين يقول بهما أُهلك الناس وهما لا يكذبان : الحسد والحرص ، فبالحسد لعنت وجُعلت شيطاناً رجيماً ، وبالحرص أُبيح لآدم الجنة كلها فأصبت حاجتي منه فأُخرج من الجنة
الحاسد معادي لنعم الله متسخط لقدره
الحسد في الحقيقة نوع من معاداة الله فإنه يكره نعمة الله على عبده وقد أحبها الله , ويحب زوالها عنه والله يكره ذلك فهو مضاد لله في قضائه وقدره ومحبته وكراهته [42]
قال ابن مسعود لا تعادوا نعم الله قيل له ومن يعادي نعم الله قال الذين يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله
ليس للحاسد إلا ما حسد فله البغضاء من كل أحد [43]
الحاسد يتعب قلبه وراء طلب رآسة
في ماذا تتعب قلبك ؟ وتنازع إخوانك ، وتعادي على طلب الرياسة والعز أشكالك وأخدانك ؟ وتعمل في هلكة حياتك بالحسد لمن هو فوقك ؟ كأنك لم تؤمن بمن أخبر أنه يعز من يشاء ، ويذل من يشاء ،
ويؤتي الملك من يشاء ، وينزع الملك ممن يشاء [44]
أصل المعصية ثلاثة أشياء : الكبر والحرص والحسد [45]
أصول الخطايا كلها ثلاثة : الكبر وهو الذي أصار إبليس إلى ما أصاره
، والحرص وهو الذي أخرج آدم من الجنة ، والحسد وهو الذي جرأ أحد ابني آدم على قتل أخيه ، فمن وقي شر هذه الثلاثة فقد وفي الشر ، فالكفر من الكبر , والمعاصي من الحرص ، والبغي والظلم من الحسد
إذا استعمل الغضب في دفع المضرة عن نفسه , تولد منه القوة والغيرة فإذا عجز عن ذلك الضار , أورثه قوة الحقد , وإن أعجزه وصول ما يحتاج إليه ، ورأى غيره مستبداً به , أورثه الحسد [46]
علة داء الحسد ترجع إلى إفراط في الأنانية وحب الذات، مع ضعف في الإيمان بكمال حكمة الله في توزيع عطاياه على خلقه ، الأمر الذي يفضي إلى الاعتراض على الله في حكمته التي وزع على مقتضاها عطاءه بين خلقه ليبلوهم فيما آتاهم، فضرره من هذه الناحية يمس جانب الإيمان ويؤثر عليه [47]
اعلم أن الألفة ثمرة حسن الخلق ، والتفرّق ثمرة سوء الخلق , فحسن
الخلق يوجب التحاب والتآلف والتوافق , وسوء الخلق يثمر التباغض والتحاسد والتدابر
الحسد أخس الطبائع وأول معصية عصي الله بها في السماء حسد إبليس لآدم وفي الأرض حسد قابيل هابيل [48]
[37] شعب الإيمان 5/275 عن أبي القناد
[38] القرطبي 5/251
[39] من كلام الحسن البصري رحمه الله
[40] شعب الإيمان 6636 , 5 / 273 عن بشر بن الحارث
[41] شعب الإيمان6637 , 5 / 274 عن الأصمعي
[42] ابن القيم
[43] شعب الإيمان 5/275 من قول عبد العزيز بن سليمان الأبرش
[44] شعب الايمان 127, 2 / 98 عن أبو عثمان يقول في مواعظه
[45] شعب الإيمان 8221 , 5 / 296 عن حاتم الأصم
[46] ابن القيم
[47] حنبكة 1/789
[48] زاد المسير 9 / 296