![]() |
لأصل الخامس في العقيدة الإيمان باليوم الآخر
الحوض
قال الحافظ السيوطي: "ورد ذكر الحوض من رواية بضعة
وخمسين صحابيا، منهم الخلفاء الأربعة الراشدون، وحفاظ الصحابة
المكثرون، وغيرهم؛ رضوان الله عليهم أجمعين"انتهى.
وأخرج الشيخان وغيرهما من حديث عبد الله بن عمرو بن
العاص رضي الله عنهما؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (حوضي
مسيرة شهر، ماؤه أبيض من اللبن، وريحه أطيب من المسك، وكيزانه كنجوم
السماء، من شرب منه؛ لا يظمأ أبدا) .
وروى مسلم في "صحيحه"عن أنس بن مالك رضي الله عنه؛
قال: (أغفى رسول الله صلى الله
عليه وسلم إغفاءة، ثم رفع رأسه متبسما، فقال إنه أنزلت عليَّ آنفا
سورة، فقرأ {بسم الله الرحمن
الرحيم} {إنا
أعطيناك الكوثر} حتى ختمها؛
قال هل تدرون ما الكوثر؟ قالوا الله ورسوله أعلم قال هو نهر أعطانيه
ربي في الجنة، عليه خير كثير، ترد عليه أمتي يوم القيامة، آنيته عدد
الكواكب، يختلج العبد منهم، فأقول يا رب! إنه من أمتي فيقال إنك لا
تدري ما أحدث بعدك) . ومعنى يختلج: يطرد عن ورود الحوض.
قال القرطبي: "قال علماؤنا: كل من ارتد عن دين
الله أو أحدث فيه ما لا يرضاه الله ولم يأذن به؛ فهو من المطرودين عن
الحوض، وأشدهم طردا من خالف جماعة المسلمين؛ كالخوارج والروافض
والمعتزلة على اختلاف فرقهم؛ فهؤلاء كلهم مبدلون، وكذا الظلمة المسرفون
في الجور والظلم وطمس الحق وإذلال أهله، والمعلنون بكبائر الذنوب،
المستخفون بالمعاصي، وجماعة أهل الزيغ والبدع، ثم الطرد قد يكون في
حال، ثم يقربون بعد المغفرة إن كان التبديل في الأعمال ولم يكن في
العقائد..." انتهى.
وقد خالفت المعتزلة؛ فلم تقل بإثبات الحوض مع ثبوته بالسنة الصحيحة الصريحة؛ فكل من خالف في إثباته؛ فهو مبتدع وأحرى أن يطرد عنه