وقفات مع حديث سبعة يظلهم الله بظله
وكذا ووقفة مع ألفاظ الظل في الروايات بظل العرش وظل الرحمان ووقفة مع ذكر الرجال هل قاصر عليهم ووقفة مع تنوع الأعمال التي تبلغ الظلال
ثم نأتي بعد ذلك بخصال أخرى تبلغ الظلال
عدد الخصال المبلغة للظلال
عدد خصال هؤلاء السبعة ([1]) الذين ينالون شرف عظيم وهو أن يظلهم الله في ظله المجموعين في حديث سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ليس مقصود به حصر من يظلهم الله بالسبع المذكورين لكن يفيد أن مجموع السبع المذكورين في هذا الحديث يظلهم الله فِي ظله ، ولا يدل على حصر من يظلهم الله في هؤلاء السبع فقط ، ولا يدل على أن غيرهم لا يحصل لهم الاستظلال بظل الرحمن يوم الكرب العظيم فإن هناك خصال أخرى يظل الله أصحابها فِي ظله يوم لا ظل إلا ظله كالمحبة في الله وكفالة الأرامل والأيتام وانظار المعسر وقراءة سورتي البقرة وآل عمران والتي سنأتي عليهم بعد هذه الوقفات
إضافة الظل إلى الأعمال أو العرش إضافة ملك لله
إضافة الظل إلى الله إضافة ملك فكل ظل فهو لله وملكه سواء ظل عرشه أو ظل الأعمال التي تميزت بتظليل أصحابها يوم القيامة فهي كلها لله أي كلها ظل الله وتشريف لمن يكرمهم الله بهذا الظل من الحر ووهج الموقف بالراحة والنعيم في عيش ظليل طيب
ذكر الرجال للخصال ليس قاصر عليهم دون النساء
ذكر الرجال للخصال المذكورة ليس مقصور عليهم بل يشترك النساء معهم فيما ذكر إلا في الإمام العادل لأن المقصود منها الإمامة العظمة
وتعلق القلب بالمسجد لأن صلاة المرأة في بيتها أفضل من المسجد وما عدى ذلك فالمشاركة حاصلة لهن حتى الرجل الذي دعته المرأة فإنه يتصور في امرأة دعاها ملك جميل مثلاً فامتنعت منه خوفاً من الله تعالى مع حاجتها
تنوع الأعمال التي تبلغ الظلال
الأعمال التي تبلغ الظلال تنوعت بين العبد وبين الرب باللسان وهو الذكر، أو بالقلب وهو المعلق بالمسجد أو بالبدن وهو الناشئ في العبادة أو بالمال كإخفاء الصدقة
وتنوعت الأعمال التي ذكرت بين العبد وبين الخلق منها ما هو عام للخلق وهو العادل ، أو خاص بالقلب وهو التحابب ، أَو بالمال وهو الصدقة ، أو بِالبدن وهو العفة
وتنوعت أيضاً الخصال التي تبلغ الظلال بأعمال مالية وأعمال بدنية المالية كالصدقات وكفالة الأرامل والأيتام والأعمال البدنية حفظ النفس من الوقوع في فحش الزنا والبكاء من خشية الله
ونأتي من هذه الخصال المنوعة التي يمتاز أصحابها ببلوغ الظلال مما صحت عن النبي صلى الله عليه وسلم لنجمع بينها
لأن الناس في الدنيا تسعى لتظلل من شمسها والوقاية من حرارتها بالعكوف في الأماكن المغلقة بالتكييف والتسقيف ومنهم من يريد أن يظلل سيارته أو يعمل لها موقف مسقوف أو مظلة في الموقف أو يظلها تحت شجرة أو ظل مبنى ليجدها وقت ركوبها في براد وغير ذلك وهذا مطلب ولا يذم صاحبه إلا أن يغفله هذا النعيم بالتظليل عن ظل التكريم الذي يحمي صاحبه يوم القيامة من الشمس التي تصهر الناس وتغرقهم في عرقهم فينبغي أن تكون همته وفكره بالتظليل يوم القيامة أليس هذا الموقف المخيف هو الأولى بالتظلل والتنعيم يوم القيامة يوم الحسرة والندامة
أذاً عليه كما بذل في التظليل من شمس الدنيا من مال وجهد أن يبذل أيضاً من المال والجهد لتحصيل الأعمال التي تبلغه ظلال الرحمان
[1] السيوطي جمع من روايات صحيحة وحسنة وضعيفة وحتى الضعيفة جداً سبعين من خصال لأصحابها الظلال في رسالة سماها تمهيد الفرش في الخصال الموجبة لظل العرش وسبقه ابن حجر في تجميع سبع خصال من حديث سبع يظلهم ثم سبع من روايات تليهم في الصحة والتحسين ثم سبع حتى جمع سبعين من الروايات الضعيفة والضعيفة جداً وأنا في جمعي هنا اكتفيت بما جمعته وذكرته في هذه الرسالة من الروايات التي تبين ليَ صحتها أو تحسينها فقط وأترك ذكر الروايات الضعيفة لأن هذا منهجي هو الاعتماد على الروايات التي صححها أو حسنها أهل هذا الفن وإن خالفهم فيها أحد فقط
[1] المسند 4 / 128 , صححه الألباني في صحيح ا الترغيب 3019