المرأة تحذر من الغيرة في غير ريبة
قال النبي صلى الله عليه وسلم:
{إن الله كتب الغيرة على النساء ، فمن صبر منهن كان لها أجر شهيد}[134]
الشريعة بينت أن الغيرة في طباع النساء ، لكن مطلوب منها أن تقننها فلا تفرط فيها بقدر زائد حتى لا تلام عليها ، وضابط ذلك ما ورد في الحديث
{أن من الغيرة ما يحب الله ، ومنها ما يبغض الله: فأما الغيرة التي يحب الله فالغيرة في الريبة ، وأما الغيرة التي يبغض فالغيرة في غير ريبة }[135]
فإذا غارت المرأة من زوجها في ارتكاب محرم إما بالزنا مثلاً وإما بنقص حقها وجوره عليها بدليل فهي غيرة مشروعة
فلو وقع ذلك بمجرد التوهم عن غير دليل فهي الغيرة في غير ريبة
وأما إذا كان الزوج مقسطاً عادلاً وأدى حقها فالغيرة إن كانت لما في الطباع البشرية التي لم يسلم منها أحد من النساء فتعذر فيها ما لم تتجاوز إلى ما يحرم عليها من قول أو فعل
وفي الغيرة عند الضرائر كما كان من عائشة في غيرتها من خديجة قالت {ما غرت على امرأة لرسول الله صلى الله عليه وسلم كما غرت على خديجة لكثرة ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم إياها وثنائه عليها }[136]
بينت سبب ذلك وأنه كثرة ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم لخديجة ، وهي وإن لم تكن موجودة وقد أمنت مشاركتها لها فيه لكن ذلك يقتضي ترجيحها عنده ، فهو الذي هيج الغضب الذي يثير الغيرة حيث قالت أبدلك الله خيراً منها فقال: ما أبدلني الله خيراً منها ومع ذلك فلم يؤاخذ عائشة لقيام معذرتها بالغيرة التي جبل عليها النساء [137]
[135] حسنه الألباني في الإرواء 1999
[136] البخاري 5229
[137] ابن حجر في الفتح 9/237