المرأة عليها الإسرار عما يدور بينها وبين زوجها في الفراش خصوصاً
الزوج والزوجة لديهما من أسرار عند الجماع , هذه الأسرار هي في الغالب مداعبات تحصل بين الزوجين أثناء الجماع , أو أنها أمور من العيوب البدنية وهي أشياء في غاية السرية بينهما فيكرهان أن يطلع عليها أحد , لذا فإن الشريعة تصف التي تخون أمانتها فتُطلع الناس على ما دار بنها وبين زوجها في تلك الحال أو ما رأته من عيب في زوجها , أنها شر الناس عند الله وأحطهم منزلة
ومع تحذير الشريعة للمرأة من التحدث فيما يدور بينها وبين زوجها في أمور الجماع بينت الشريعة أن التي تفعل ذلك كأنها شيطانة فعل بها شيطان في قارعة الطريق والناس ينظرون ولما انتهى منها انصرف وتركها لمن يشاهدها أو يأتيها من يريد أن يقضي حاجته
فما أبشع هذا الوصف عند المرأة العفيفة الصيّنة الحافظة لنفسها ابتغاء وجه ربها , البعيدة عن مشاهدة ما يبث من خليعة ومجون لشياطين الإنس
َعن أسماء بنت يزيد أنها كانت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم والرجال والنساء قعود عنده فقال: {لعل رجلا يقول ما فعل بأهله ، ولعل امرأَة تخبر بما فعلت مع زوجها ؟ فَأَرَمَّ القوم ، فقلت : إي والله يا رسول الله إنهم ليفعلون وإنهن ليفعلن قَالَ فلا تفعلوا فإنما مثل ذلك مثل شيطان لقي شيطانة فَغَشِيَهَا ، والنَاس ينظرون } وفي لفظ {على قارعة الطريق فقضى حاجته منها ثم انصرف وتركها} [131]
والشريعة تعتبر ما يدور بين المرأة وزوجها في الجماع أمراً محترماً , له اعتباره فيجب المحافظة عليه لأن المداعبات بين الزوجين أثناء الجماع ترغب الزوجين كلاً بالآخر , ولهذا سمح فيها بالكذب لكن إذا عَلِمَ أحدهما أن هذه الأسرار ستفشى وتظهر أمام الناس , وتصير موضع سخرية وانتقاد أقْصَر عنها وكتمها ثم يكون التلاقي عند الجماع فاتراً بارداً قد ينتهي إلى فشل الزواج أو عدم الرغبة في الجماع[132]
[131] البزار 1450 , لفظ الرواية الثاني حسنه الألباني لغيره في صحيح الترغيب 2023 , والأولى بالمسند
[132] البسام في توضيح الأحكام 449/4