المرأة عليها الحذر من منع نفسها عن زوجها ففيه لعان الملائكة لها
أحياناً تمنع المرأة نفسها من زوجها إذا دعاها للجماع وهذا يغضبه جهلاً منها بعواقب فعلها , فعليها أن تعلم أن الله قد خصص ملائكة كل وظيفتهم أن يدعوا الله أن يطرد من رحمته المرأة التي تأبى على زوجها في الفراش
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
{إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فلم تأته فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح}[123]
لأن الزوج لا سيما الشاب إذا لم يجد حلالاً أغواه الشيطان إلى الوقوع في الحرام فيخرب بيته وأسرته
فالشريعة حذرت المرأة من رفض دعوة زوجها لجماعها تحذير خطير وهو دعاء الملائكة عليها باللعن إلى الصباح
فالمرأة تحذر من منع نفسها من زوجها مهما بررت من أسباب فإن فعلها يستوجب سخط الله عليها حتى يرضى عنها زوجها
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
{والذي نفسي بيده ما من رجل يدعو امرأته إلى فراشه فتأبى عليه إلا كان الذي في السماء ساخطا عليها حتى يرضى عنها}[124]
والمرأة قد تترك بجهلها الغرفة التي تجمع بينها وبين زوجها في النوم والجماع ومهما كان عندها من أسباب فهي مخطئة , فالأولى للمرأة أن تتخذ وسائل الإغراء والملاطفة لجذب زوجها وترغيبه في جماعها وخاصة عندما تجد منه إعراضاً عنها وذلك حتى تزيل ما في نفسه ونفسها بدلاً من أن تهجر فراشها وتلعنها الملائكة حتى تصبح أو ترجع متى رجعت قبل انتهاء الليل أو بعد أيام أو أكثر فهي مستوجبة اللعنة طوال هذا الوقت وبالتالي تكون فريسة للشيطان وتكون في نكد وغم وتعاسة لأن اللعنة تستمر عليها حتى تزول المعصية بطلوع الفجر والاستغناء عنها أو بتوبتها ، ورجوعها إلى الفراش أو رضاه عنها
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
{ إذا باتت المرأة هاجرة فراش زوجها لعنتها الملائكة حتى تصبح}[125]
{ إذا باتت المرأة هاجرة فراش زوجها لعنتها الملائكة حتى ترجع}[126]
فالشريعة بينت بذلك أن امتناع المرأة من فراش زوجها من غير عذر
شرعي حرام ، وليس الحيض بعذر في الامتناع لأن له حقاً في الاستمتاع بها فوق الإزار [127]
والمرأة الواعية تفرح عندما تجد زوجها يرغب في جماعها ويزداد فرحها عندما يكثر من الرغبة فيها لأنها تعلم أن أكثر الأوقات التي يجد الرجل انبساطه فيها وقت الجماع ومعنى ذلك أن سعادته فيها ومعها وإكثاره من طلبها للجماع معناه إكثاره من فرحته بها وسعادته فيها بل ويخفف عليها من دورها في إغرائه وجذبه
ولذا تجد أن العشرة الحسنة والصحبة الطيبة في سعيها لقضاء حقوق زوجها وتلبية رغباته وتأديتها على أكمل وجه ممكن مع علمها بأنها لو دعت هي زوجها فأبى فلا إثم عليه
فالمرأة عليها أن تنتبه لمراعاة الله لعبده حيث لم يترك شيئا من حقوقه إلا
جعل له من يقوم به حتى جعل ملائكته تلعن من أغضب عبده بمنع شهوة من شهواته ، لذا على المرأة أن توفي حقوق ربه التي طلبها منها
[123] البخاري 5193
[124] مسلم 9/249
[125] مسلم 9/248
[126] مسلم 9/249
[127] النووي شرح مسلم249/9