مقدمة
علاج
أصدقاء السوء
بالصحبة الطيبة
الحمد لله القائل {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) } طـه
فالله تعالى بين أن من خالف أمره وما أنزله على رسوله فأعرض عنه وتناساه وأخذ من غيره هداه فإن له معيشة ضنكا في الدنيا ، فلا طمأنينة له ولا انشرح لصدره ، بل صدره ضيق حرج لضلاله ، وإن تنعم ظاهره ولبس ما شاء وأكل ما شاء وسكن حيث شاء ، فإن قلبه ما لم يخلص إلى اليقين والهدى فهو في قلق وحيرة وشك ، فلا يزال في ريبة يتردد وهذا من ضنك المعيشة [1]
وله تعالى الحمد على قوله {مَنْ عَمِلَ صَالِحاً من ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ}
والحياة الطيبة توفيقه إلى الطاعات فإنها تؤديه إلى رضوان الله [2]
هذا وعد من الله تعالى لمن عمل صالحاً وهو العمل المتابع لكتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم من ذكر أو أنثى ، من بني آدم وقلبه مؤمن بالله ورسوله ، وأن هذا العمل المأمور به مشروع من عند الله بأن يحييه الله حياة طيبة في الدنيا ، وأن يجزيه بأحسن ما عمله في الدار الآخرة ، والحياة الطيبة تشمل وجوه الراحة من أي جهة كانت
والصلاة والسلام على رسول الله القائل{لا يحب رجل قوماً إلا حشر معهم} [3]
أما بعد فهذه الرسالة أفطن من خلالها المرء ليبغض السوء ويسعى لتجنبه حتى لا يحشر مع أهله وأُنمي فيه الرغبة في الإقبال على أهل الخير والصلاح ومحبتهم ليحشر معهم ويبلغ بمحبتهم حب الله له فينال فلاح الدنيا والآخرة
كتبها / عبد القادر بن محمد بن حسن أبو طالب