الإذن في وسيلة القناعة الإيمانية
{مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [التغابن: 11
فهذا النص يدل على انه ما من مصيبة تنزل إلا بإذن الله تعالى فإما إن تكون بمحض قضاء الله وقدره فلا تنزل إلا بإذن وإما أن تكون أثرا لا سباب باشرها بعض خلق الله وحين تكون النتائج مقضية بقضاء الله فان الله تعالى يأذن للأسباب أن تتحقق منها هذه النتائج ولو شاء الله سبحانه لمنع الأسباب عن التأثير فما يفعل احد من خلق الله أمرا تنتج عنه مصيبة من المصائب إلا وأذن الله بوقوع المصيبة مرافق له وربما يكون من فعل الفعل مسئولا عند الله تعالى عنه لأنه عصى أوامر الله أو نواهيه ومع ذلك فان النتائج لم يكن لها أن تحصل لو لم يأذن الله بوقوعها .
ومع أن العالم قائم على نظام السببية وتأثيرها في مسبباتها فان أي تأثير لسبب لا بد أن يقترن بإذن الله تعالى ولو لم يأذن الله لم تؤثر الأسباب بمسبباتها ومتى رفع الله إذنه عن سبب من الأسباب ارتفع تأثيره كما أن السبب إذا لم يكن عين اختيار المخلوق المكلف هو من قضاء الله وقدره .
وبهذا المعنى الدقيق نرد على الإتكاليين الذين يعتمدون على المقادير فيعطلون اتخاذ الأسباب ويهملون شؤون الحياة مع أنهم مأمورون بأمر الله الجازم باتخاذ الأسباب