المنهجية في تقديم الوصية
نتحدث مع المعنيين بإعطاء النصيحة بتنوع ألفاظها أوصيك , أدلك , أخبرك , أعلمك , أقولك قول ينفعك
فنتناول الحديث مع أول الألفاظ وهي الوصية لمن يقدمها بلفظ أوصيك
والداعي لمقدم الوصية هي توصية الخلق بالحق وتوصيتهم بالصبر عملاً بمضمون سورة العصر { وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3) }
فنأتي بالمنهجية في ذلك
المنهجية في تقديم الوصية
المنهجية لمقدم الوصية مراعاة نوعية الوصية ومضمون الوصية وحالة المقدم له الوصية والوقت الذي تقدم فيه الوصية ورعاية خاصة بمن تقدم له الوصية
نوع الوصية
الوصية تكون توعوية وتكون إجابة
وصية توعوية
تقدم بدافع التوجيه بدون أن تطلب من مقدم الوصية وهذه تكون موجهة للعامة أو خاصة بأفراد
وصية إجابة
تقدم استجابة لطالب الوصية سواء كان طالبها فرد أو جماعة
مضمون الوصية
يشمل موضوع واحد للوصية أو أكثر من موضوع
موضوع واحد للوصية
كالوصية بتقوى الله فقط أو كالوصية بالاستحياء من الله أو كالوصية بالجار
أكثر من موضوع للوصية
وهي وصية جامعة لأكثر من موضوع كالوصية بتقوى وبذكر الله و تلاوة القرآن
حالة المقدم لهم الوصية
مراعاة حالة من يقدم لهم الوصية سواء أفراد أو جماعات
لتحديد موضوع الوصية المناسبة للاحتياج سواء كان طالبها فردا أو جماعة أو سواء كانت تقدم بدافع التوعية أو استجابة لطالبها
كمعرفة النبي صلى الله عليه وسلم بحالة أبو ذر في ذلك الوقت فأوصاه بما يناسبه فقال ولا تقبض أمانة ولا تقض بين اثنين لأنها أمور تحتاج إلى قوة في الحفاظ عليها وحُكماً وحكمة وكان أبو ذر في ذلك الوقت يضعف عنها
وكمعرفة النبي صلى الله عليه وسلم بحالة الرجل الذي طلب منه أن يوصيه فقال له لا تغضب لأنه صلى الله عليه وسلم كان طبيباً حكيما علم أن الرجل يعاني من مرض خلقي وهو الغضب
رعاية خاصة بمن تقدم له الوصية
المقدم للوصية عليه المصابرة على المقدم له الوصية والدعاء لمن تقدم له الوصية والأخذ بيد المقدم له الوصية وإعلان المحبة لمن تقدم له الوصية
المصابرة على المقدم له الوصية
كما في صبره صلى الله عليه وسلم على أبنته فاطمة وهو يقول لها ما يمنعك أن تسمعي ما أوصيك به أن تقولي إذا أصبحت وإذا أمسيت يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين
الدعاء لمن تقدم له الوصية
كما دعا النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم للرجل الذي طلب منه الوصية وكان على سفر فأوصاه بتقوى الله والتكبير على كل شرف
فلما مضى قال اللهم ازو له الأرض وهون عليه السفر
الأخذ بيد المقدم له الوصية
الأخذ بيد المقدم له الوصية فإن ذلك له واقع في نفسه
كما أخبر معاذ أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ بيده يوما ثم قال يا معاذ
إعلان المحبة للمقدم له الوصية
إعلان المحبة للمقدم له الوصية إن أمكن ذلك كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل يا معاذ والله إني لأحبك
وقت تقدم الوصية
الوصية تقدم في وقت طلبها أو يحدد موعد لتقديمها أو الإعلان عن تقديمها في وقت معين
الوصية وقت طلبها
الوصية تقدم في وقت طلبها هذا هو الأعم الأغلب
كما بين أبي سعيد الخدري أن رجلا جاءه فقال أوصني فقال سألت عما سألت عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم من قبلك فقال أوصيك بتقوى الله ، فإنه رأس كل شيء
الوصية المحدد لها وقت لمن طلبها
لتهيئته وتشويقه بالانتظار لموعد الوصية فيكون متلهف للاستماع والقبول للوصية كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم مع أبا ذر بالأسلوب الذي يناسبه فقال له ستة أيام ثم اعقل يا أبا ذر ما يقال لك بعد فلما كان اليوم السابع قال أوصيك
الوصية المعلن عن وقتها للعامة
كما نشاهد في اللوحات الإعلانية في المساجد وغيرها بموعد محاضرة لموضوع معين أو بالرسائل الإلكترونية