أوصيك أن تستحي من الله
{ أوصيك أن تستحي من الله عز وجل كما تستحي رجلا من صالحي قومك } ([1])
هذه أبلغ موعظة وأبين دلالة بأوجز إيجاز وأوضح بيان إذ لا أحد من الفسقة إلا وهو يستحي من عمل القبيح عن أعين أهل الصلاح وذوي الهيئات والفضل أن يراه وهو فاعله
والله مطلع على جميع أفعال خلقه
فالعبد إذا استحى من ربه استحياءه من رجل صالح من قومه تجنب جميع المعاصي الظاهرة والباطنة
فيا لها من وصية ما أبلغها وموعظة ما أجمعها.
فينبغي على الإنسان إذا هم بقبيح أن يتصور أحدا من نفسه كأنه يراه فالإنسان يستحي ممن يكبر في نفسه ولذلك لا يستحي من الحيوان ولا من الأطفال ولا من الذين لا يميزون ويستحي من العالم أكثر مما يستحي من الجاهل ومن الجماعة أكثر ما يستحي من الواحد والذين يستحي منهم الإنسان ثلاثة البشر ثم نفسه ثم الله تعالى
ومن استحى من الناس ولم يستحي من نفسه فنفسه عنده أخس من غيره ومن استحى منها ولم يستح من الله فلعدم معرفته بالله
ففي هذه الوصية حث على معرفة الله تعالى.
[1] الألباني 2 / 376 في الصحيحة قلت و هذا إسناد جيد رجاله كلهم ثقات