![]() |
الأصل الخامس في العقيدة الإيمان باليوم الآخر
الحساب
الحساب هو تعريف الله سبحانه الخلائق مقادير الجزاء
على أعمالهم، وتذكيره إياهم بما قد نسوه.
قال تعالى: {يَوْمَ
يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا
أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ} .
وقال سبحانه:
{وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ
صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا
حَاضِراً وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً} .
وقال سبحانه: {فَمَنْ
يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ
ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ}
ومن الحساب إجراء القصاص بين العباد، فيقتص للمظلوم من
الظالم؛ كما في "صحيح مسلم"و "سنن الترمذي"من حديث أبي
هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لَتُؤدُّنَّ
الحقوق إلى أهلها يوم القيامة حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة
القرناء) .
والحساب متفاوت؛ فمنه الحساب العسير، ومنه الحساب
اليسير.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "يحاسب الله تعالى
الخلق، ويخلو بعبده المؤمن، ويقرره بذنوبه؛ كما وصف ذلك في الكتاب
والسنة. وأما الكفار؛ فلا يحاسبون محاسبة من توزن حسناته وسيئاته؛
فإنهم لا حسنات لهم، ولكن تعد أعمالهم وتحصى، فيوقفون عليها ويقررون
بها". انتهى.
وأول ما يحاسب عنه العبد صلاته، وأول ما يقضى بين الناس في الدماء؛ كما في الحديث الذي رواه الترمذي وحسنه وأبو داود والحاكم وصححه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه قال: (أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة؛ يقول الله تعالى لملائكته انظروا لصلاة عبدي، أتمها أم نقصها؟ فإن كانت تامة؛ كتبت له تامة، وإن كان نقص منها شيئا؛ قال الله انظروا؛ هل لعبدي من تطوع؟ فإن كان له تطوع؛ قال أتموا لعبدي فريضته من تطوعه، ثم تؤخذ الأعمال على ذلك) . وأخرج النسائي عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه قال: (أول ما يحاسب عليه العبد صلاته)