|
الصفحة الرئيسية | السلوك | الإيمان | الإدمان وعلاجه |
مجالات البلاء |
بلاء بالنقم |
|
البلاء بالنقم البلاء بالنقم النجاح فيه الصبر واللجوء لله بطلب الحماية من هذه النقم وليس النجاح فيه بالأخذ بالأسباب والاعتماد على النفس في دفع النقم كما فعل عابد دعته امرأة لنفسها كما في القصة التي قصها عثمان رضي الله عنه فقال { إنه كان رجل ممن كان قبلكم تعبد فعلقته امرأة غوية , فأرسلت إليه جاريتها فقالت له: إنا ندعوك للشهادة , فانطلق مع جاريتها فطفقت كلما دخل بابا أغلقته دونه , حتى أفضى إلى امرأة وضيئة عندها غلام وباطية خمر , فقالت: إني والله ما دعوتك للشهادة , ولكن دعوتك لتقع عليَّ , أو تشرب من هذه الخمر كأسا , أو تقتل هذا الغلام , فإن أبيت صِحتُ بك وفضحتك , فلما رأى أنه لا بد من ذلك قال: اسقيني من هذه الخمر كأسا , فسقته كأسا , قال: زيدوني , فلم يرم حتى وقع عليها , وقتل النفس , فاجتنبوا الخمر , فإنها والله لا يجتمع إيمان وإدمان الخمر في صدر رجل أبداً , وليوشك أحدهما أن يخرج صاحبه} ([1]) هذا الرجل تصرفه منطقي أخذاً بالأسباب عملاً بأقل المفاسد لكن هذا النوع من البلاء وهو بلاء النقم يحتاج إلى الصبر واللجوء لله بطلب النجاة وتفويض الأمر له كما فعل يوسف عليه السلام في تعرضه لنفس هذا البلاء بل من امرأة أكثر سلطة وقدرة ومع ذلك أخذ بالأسباب أنه لا يستجاب لمثل هذا الأمر في عرض امرأة رجل رباه فرفض ولم يكتفي بذلك ولكن لجأ إلى الله يطلب منه أن يصرف عنه السوء {وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ (23)} يوسف { قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ(23)} يوسف أي أعوذ بالله وأستجير به مما دعوتني إليه إنه ربي يعني زوجها أي هو سيدي أكرمني فلا أخونه ثم بعد ذلك بقية نساء الأمراء اللاتي يحرّضنه على السمع والطاعة لسيدته , وكان من كيد النسوة اللاتي رأينه إنهن أمرنه بمطاولة امرأة العزيز وطلبت كل واحدة أن تخلو به للنصيحة في امرأة العزيز والقصد أن تعذله في حقها وتأمره بمساعدتها فلعله يجيب فصارت كل واحدة تخلو به على حدة فتقول له يا يوسف اقض لي حاجتي فأنا خير لك من سيدتك تدعوه كل واحدة لنفسها وتراوده , فأبى أشد الإِباء ونأى ، فقال يا رب كانت واحدة فصرن جماعة ودعا فقال في دعائه لرب العالمين {رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الجَاهِلِينَ} يعني إن وكلتني إلى نفسي فليس لي من نفسي إلاّ العجز والضعف ، ولا أملك لنفسي نفعاً ولا ضراً إلا ما شاء الله ، فَأنَا ضعيف إلاّ ما قوّيتني وعصمتني وحفظتني وأحطتني بحولك وقوتك { فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (34)} وكذلك يجزي الله المحسنين المؤمنين الصابرين على النوائب كما صبر يوسف قال الله تعالى { كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ (24)} يوسف فعصمه ربه عن الفحشاء، وحماه عن مكر النساء فهذاالبلاء بالنقم النجاح فيه بالصبر واللجوء لله بطلب النجاة [1] النسائي 5682 , ابن حبان 5324 البيهقي في الكبرى 8/287 , مصنف عبد الرزاق 9/236 , صحح الألباني وقفه في سنن النسائي 5666 [7] المسند , صحح إسناده ابن حجر في الفتح [8] ابن حجر في الفتح 11/198 [9] الأدب المفرد 1/180 [10] الترمذي 2350 وحسنه , وقد رجع الشيخ الألباني عن تضعيفه وأخرجه في ( الصحيحة ) تحت رقم ( 2827 ) ، وقد أشار إلى رجوعه عن التضعيف في كتاب النصيحة [11] مسلم [12] البخاري , مسلم
|
|
||||||||