الصفحة الرئيسية السلوك الإيمان الإدمان وعلاجه  
مجالات البلاء

بلاء بالحسنات والسيئات

مجالات البلاء

بلاء بالخير والشر

بالحسنات والسيئات

بلاء بالآخرين

بلاء بالنعم

 

وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الأَرْضِ أُمَمًا مِّنْهُمُ الصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذَلِكَ وَبَلَوْنَاهُمْ بِالحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (7/168) __ الأعراف

فتح القدير

"وبلوناهم بالحسنات والسيئات" أي امتحناهم بالخير والشر رجاء أن يرجعوا مما هم من الكفر والمعاصي. (7/168) __

ابن كثير

القرطبي

وبلوناهم" أي اختبرناهم "بالحسنات والسيئات" أي بالرخاء والشدة والرغبة والرهبة والعافية والبلاء "لعلهم يرجعون"

. "وبلوناهم" أي اختبرناهم. "بالحسنات" أي بالخصب والعافية. "والسيئات" أي الجدب والشدائد. "لعلهم يرجعون" ليرجعوا عن كفرهم. (7/168) __

البغوي

" وبلوناهم بالحسنات " ، بالخصب والعافية ، " والسيئات " ، بالجدب والشدة ، " لعلهم يرجعون " ، لكي يرجعوا إلى طاعة ربهم ويتوبوا . (7/168) __

البيضاوي

وبلوناهم بالحسنات والسيئات " بالنعم والنقم . " لعلهم يرجعون " ينهون فيرجعون عما كانوا عليه . (7/168) __

ولو لم يخلق فيه هذه الدواعى لم يكن إِنساناً بل ملكاً، فالذنب من موجبات البَشرية، كما أن النسيان من موجباتها، كما قال النبى صلى الله عليه وسلم: «كُلُّ بَنِى آدَمَ خَطَّاءٌ، وَخَيْرُ الخطَّائِينَ التَّوَّابُونَ»، ولا يتم الابتلاءُ والاختبار إلا بذلك. والله أعلم.

السابع والعشرون: أن ينسيه رؤية طاعته ويشغله برؤية ذنبه فلا يزال نصب عينيه، فإن الله إذا أراد بعبد خيراً سلب رؤية أعماله الحسنة من قلبه والإخبار بها من لسانه، وشغله برؤية ذنبه، فلا يزال نصب عينيه حتى يدخل الجنة، فإن ما تقبل من الأعمال رفع من القلب رؤيته ومن اللسان ذكره.

وقال بعض السلف: إن العبد ليعمل الخطيئة فيدخل بها الجنة، ويعمل الحسنة فيدخل بها النار، قالوا: كيف؟ قال: يعمل الخطيئة فلا تزال نصب عينيه، إذا ذكرها ندم واستقال وتضرع إلى الله وبادر إلى محوها وانكسر وذل لربه وزال عنه عجبه وكبره، ويعمل الحسنة فلا تزال نصب عينيه يراها ويمن بها ويعتد بها ويتكبر بها حتى يدخل النار.

الثامن والعشرون: أن شهود ذنبه وخطيئته يوجب له أن لا يرى له على أحد فضلاً ولا له على أحد حقاً. فإنه إذا شهد عيب نفسه بفاحشة وخطأها وذنوبها لا يظن أنه خير من مسلم يؤمن بالله واليوم الآخر، وإذا شهد ذلك من نفسه لم ير لها على الناس حقوقاً من الإِكرام يتقاضاهم إياها ويذمهم على ترك القيام بها، فإنها عنده أخس قدراً وأقل قيمة من أن يكون لها على عباد الله حقوق يجب مراعاتها، أو لها عليهم فضل يستحق أن يلزموه لأجله، فيرى أن من سلم عليه أو لقيه بوجه منبسط قد أحسن إليه وبذل له ما لا يستحقه فاستراح فى نفسه واستراح الناس من عتبه وشكايته فما أطيب عيشه وما أنعم باله وما أقر عينه، وأين ه

ابتلاهم بما زيَّن لهم من الدنيا وبما ركَّب فيهم من الشهوات، فذلك ابتلاء بشرعه وأمره وهذا ابتلاء بقضائه وقدره.

قال تعالىٰ: {إنَّا جعلْنا ما علَى الأرضِ زِينةً لها لِنَبلُوهُمْ أيُّهم أُحْسنُ عَمَلاً}.

وقال: {وهو الَّذي خَلَقَ السَّمَوَاتِ والأرضَ في سِتَّة أيَّامٍ وكان عَرشُهُ على الماءِ}.

فأخبر في هذه الآية أنه خلق السموات والأرض ليبتليَ عباده بأمره ونهيه،

وهذا من الحق الذي خلق به خلقه، وأخبر في الآية التي قبلها أنه خلق الموت والحياة ليبتليهم أيضاً فأحياهم ليبتليهم بأمره ونهيه، وقدّر عليهم الموت الذي ينالون به عاقبة ذلك الابتلاء من الثواب والعقاب، وأخبر في الآية الأولى أنه زيَّن لهم ما على الأرض ليبتليهم به أيهم يؤثر ما عنده عليه، وابتلَى بعضهم ببعض، وابتلاهم بالنِّعم والمصائب، فأظهر هذا الابتلاء عِلْمه السابق فيهم موجوداً عياناً بعد أن كان غيباً في علمه. فابتلَى أبويّ الإنس والجن كلاًّ منهما بالآخر، فأظهر ابتلاء آدم ما علمه منه، وأظهر ابتلاء إبليس ما علمه منه، فلهذا قال للملائكة:

{إنِّي أعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ}.

واستمر هذا الابتلاء في الذرية إلى يوم القيامة فابتلَى الأنبياء بأممهم، وابتلَى أممهم بهم، وقال لعبده ورسوله وخليله: إني مبتليك ومبتلٍ بك، وقال:

{ونبلُوَكم بالشرِّ والخيرِ فِتْنَة وإليْنا تُرجَعونَ}.

وقال: {وجعلْنا بَعضَكم لِبعضٍ فِتْنَةً}.

وفي الحديث الصحيح أن ثلاثة أراد الله أن يبتلِيَهم، أبرص وأقرع وأعمى، فأظهر الابتلاء حقائقهم التي كانت في عِلْمه قبل أن يخلقهم. فأما الأعمى فاعترف بإنعام الله عليه وأنه كان أعمى فقيراً فأعطاه الله البصر والغنَى، وبذل للسائل ما طلبه شكراً لله، وأما الأقرع والأبرص فكلاهما جحد ما كان عليه من قبل ذلك من سوء الحال والفقر وقالا في الغنَى: إنما أُوتيته كابِراً عن كابر. وهذا حال أكثر الناس، لا يعترف بما كان عليه أولاً من نقص أو جهل وفقر وذنوب، وأن الله سبحانه نقله من ذلك إلى ضدّ ما كان عليه، وأنعم بذلك عليه. ولهذا ينبّه سبحانه الإنسان على مبدأ خلقه الضعيف من الماء المهين، ثم نقله في أطباق خلقه وأطواره من حال إلى حال حتى جعله بشراً سويًّا يسمع ويبصر ويقول ويبطش ويعلم، فنسي مبدأه وأوّله وكيف كان، ولم يعترف بنعم ربّه

{س11ش9/ش11 وَلَئِنْ أَذَقْنَا ٱلإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ * وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَآءَ بَعْدَ ضَرَّآءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ ٱلسَّيئَاتُ عَنيۤ إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ * إِلاَّ ٱلَّذِينَ صَبَرُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ أُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ}

يخبر تعالى عن الإنسان وما فيه من الصفات الذميمة إلا من رحم الله من عباده المؤمنين أنه إذا أصابته شدة بعد نعمة حصل له يأس وقنوط من الخير بالنسبة إلى المستقبل وكفر وجحود لماضي الحال كأنه لم ير خيراً ولم يرج بعد ذلك فرجاً. وهكذا إن أصابته نعمة بعد نقمة {س11ش10ن7/ن10 لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ ٱلسَّيِّئَاتُ عَنِّيۤ} أي يقول: ما ينالني بعد هذا ضيم ولا سوء {س11ش10ن11/ن13 إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ} أي فرح بما في يده بطر فخور على غيره، قال الله تعالى: {س11ش11ن1/ن3 إِلاَّ ٱلَّذِينَ صَبَرُواْ} أي على الشدائد والمكاره {س11ش11ن4/ن5 وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَاتِ} أي في الرخاء والعافية {س11ش11ن6/ن8 أُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ مَّغْفِرَةٌ} أي بما يصيبهم من الضراء {س11ش11ن9/ن10 وَأَجْرٌ كَبِيرٌ} بما أسلفوه في زمن الرخاء كما جاء في الحديث «والذي نفسي بيده لا يصيب المؤمن هم ولا غم ولا نصب ولا وصب ولا حزن حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله عنه بها من خطاياه» وفي الصحيحين «والذي نفسي بيده لا يقضي الله للمؤمن قضاء إلا كان خيراً له إن أصابته سراء فشكر كان خيراً له، وإن أصابته ضراء فصبر كان خيراً له، وليس ذلك لأحد غير المؤمن» ولهذا قال الله تعالى: {س103ش1/ش2 س84ش25 وَٱلْعَصْرِ * إِنَّ ٱلإِنسَـٰنَ لَفِى خُسْرٍ * إِلاَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ م

’’ إن المؤمن خلق مفتنا توابا نسيا, إذا ذكر تذكر ‘‘ ( [1] )

’’ كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون ‘‘ ( [2] )
 


[1] صححه الألباني في الصحيحة 2276, 3132 , وصحيح الجامع 5735

[2] صححه الألباني في صحيح سنن الترمذي 2499

 

بلاء بالنقم

بلاء بأقدار الله المؤلمة

بلاء بالنفس

بلاء بالشيطان