عذاب أهلها
تطخيم أحجامهم لتتلاءم مع العذاب , أهونهم عذاباً , تفاوتهم في العذاب
كيفية عذابهم , عذاب المنافقين , عذابهم بدون تخفيف , عذابهم مستمر ولا يقضى عليهم
1 - تعظم أحجام أهل النار لتتلاءم مع العذاب
قال النبي صلى الله عليه وسلم :
{ ما بين منكبي الكافر مسيرة ثلاثة أيام للراكب المسرع}[48]
قال النبي صلى الله عليه وسلم :
{ضرس الكافر مثل أحد وفخذه مثل البيضاء (جبل)}[49]
{غلظ جلده اثنان وأربعون ذراعاً
مجلسه من جهنم ما بين مكة والمدينة} [50]
تزداد أحجام أهل النار ضخامة ومساحة لتتلاءم مع العذاب الشديد وهذا يريدهم قبحاً
قال النبي صلى الله عليه وسلم :
{إن أدنى أهل النار عذابا منتعل بنعلين من نار يغلي دماغه من حر
نعليه}[51]
قال النبي صلى الله عليه وسلم :
{ إن أهون أهل النار عذابا أبو طالب وهو منتعل بنعلين يغلي منهما دماغه } [52]
{ إن أهون أهل النار عذابا رجل منتعل بنعلين من نار يغلي منهما دماغه[53] مع أجزاء العذاب ومنهم من في النار إلى كعبيه مع أجزاء العذاب ومنهم من في النار إلى ركبتيه مع أجزاء العذاب ومنهم من قد اغتمر } [54]
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
{منهم من تأخذه النار إلى كعبيه ومنهم من تأخذه النار إلى ركبتيه ومنهم من تأخذه النار إلى حجزته ومنهم من تأخذه النار إلى عنقه
ومنهم من تأخذه النار إلى ترقوته} [55]
{ يؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار فيصبغ في النار صبغة ثم يقال له يا ابن آدم هل رأيت خيرا قط هل مر بك نعيم قط فيقول لا والله يا رب } [56]
{فَلَنُذِيقَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا عَذَابًا شَدِيدًا وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ(27)ذَلِكَ جَزَاءُ أَعْدَاءِ اللَّهِ النَّارُ لَهُمْ فِيهَا دَارُ الْخُلْدِ جَزَاءً بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ(28) } فصلت
{ وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ(55)جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمِهَادُ(56)هَذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ(57) } ص
3 - كيفية العذاب
يقول تعالى :
{ خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاءِ الْجَحِيمِ(47)ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ
الْحَمِيمِ(48)ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ(49)} الدخان
وهو على معنى الاستخفاف والتوبيخ والاستهزاء والإهانة والتنقيص
أي إنك أنت الذليل المهان
وممن في حقه هذا العذاب أبو جهل , يضربه مالك خازن النار ضربة ,
على رأسه بمقمع من حديد , فيتفتت رأسه عن دماغه , فيجري دماغه علي جسده , ثم يصب الملك في فيه ماء حميما قد انتهى حره فيقع في بطنه
قال النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى :
{ تَلْفَحُ وُجُوهَهُمْ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ(104)} المؤمنون
{قال تشويه النار فتقلص شفته العليا حتى تبلغ وسط رأسه وتسترخي شفته السفلى حتى تضرب سرته} [57]
{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا(56)} النساء
يخبر تعالى عما يعاقب به في نار جهنم من كفر بآياته وصد عن رسله أنه يدخلهم فيها دخولا يحيط بجميع أجرامهم وأجزائهم. ثم أخبر عن دوام عقوبتهم ونكالهم فقال كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب إذا احترقت جلودهم بدلوا جلودا غيرها
كلما نضجت جلودهم قيل لهم : عودوا فعادوا
قال تعالى :
{يَوْمَ يَغْشَاهُمْ الْعَذَابُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ وَيَقُولُ ذُوقُوا مَا
كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ(55)} العنكبوت
فالنار تغشاهم من سائر جهاتهم وهذا أبلغ في العذاب الحسي
ذوقوا ما كنتم تعملون , وهذا تقريع وتوبيخ وعذاب معنوي على النفوس
قال تعالى :
{لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ(41)} الأعراف
{ إذا أراد الله أن ينسى أهل النار جعل للرجل منهم صندوقا على قدره من نار لا ينبض منه عرق إلا فيه مسمار من نار ثم تضرم فيه النار ثم يقفل بقفل من نار ثم يجعل ذلك الصندوق في صندوق من نار ثم يضرم بينهما نار ثم يقفل بقفل من نار ثم يجعل ذلك الصندوق في صندوق من نار ثم يضرم بينهما نار ثم يقفل ثم يلقى أو يطرح في النار فذلك قوله تعالى : { لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنْ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ (16) } الزمر وذلك قوله { لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَهُمْ فِيهَا لَا يَسْمَعُونَ(100)} الأنبياء
قال فما يرى أن في النار أحدا غيره } [58]
{ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنْ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا(145)} النساء
عن أبي هريرة قال الدرك الأسفل بيوت لها أبواب تطبق عليهم فتوقد من تحتهم ومن فوقهم
عن ابن مسعود إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار في توابيت من نار تطبق عليهم أي مغلقة مقفلة
عن أبي هريرة إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار في توابيت ترتج عليهم
وعن ابن مسعود إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار قال في توابيت من حديد مبهمة عليهم أي مغلقة مقفلة لا يهتدي لمكان فتحها
سئل ابن مسعود عن المنافقين فقال: يجعلون في توابيت من نار تطبق عليهم في أسفل درك من النار ولن تجد لهم نصيرا ينقذهم مما هم فيه ويخرجهم من أليم العذاب
{خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ(88)} آل عمران
لا يفتر عنهم العذاب ولا يخفف عنهم ساعة واحدة
6 - العذاب مستمر على أهلها دون أن يقضي عليهم
{وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ(36)وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا (37) } فاطر
[48] البخاري 6551
[49] مسلم 2852 , المسند 2/285
[50] الترمذي 2577 وقال حديث حسن غريب صحيح , الألباني صحح إسناده في المشكاة 5675
[51] مسلم 211
[52] مسلم 212
[53] قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
{إن أدنى أهل النار عذابا لرجل عليه نعلان يغلي منهما دماغه كأنه مرجل مسامعه جمر وأضراسه جمر وأشفاره لهب النار وتخرج أحشاء جنبيه من قدميه وسائرهم كالحب القليل في الماء الكثير فهو يفور }
محققوا الترغيب حسن مرسل 5424 كنز العمال
[54] البزار 3502 , صححه الألباني في صحيح الترغيب 3686
[55] مسلم 17/178
[56] مسلم 17/147
[57] الترمذي 2587 وقال حديث حسن صحيح , ضعفه الألباني في سنن الترمذي 3176
[58] محققوا الترغيب حسنوا الموقوف 5431 قال المنذري رواه البيهقي في البعث والنشور 592 بإسناد حسن موقوفا على سويد بن غفلة رضي الله عنه , الألباني في الترغيب , الألباني في الترغيب 2175 قال ضعيف مقطوع