الفضيلة التاسعة عشر
الصائم
عندما يتسحر يجد بركة في سحوره
قال صلى الله عليه وسلم
{ تسحروا فإن في السحور بركة } ( [1] )
{ السحور كله بركة فلا تدعوها } ( [2] )
المراد بالبركة الأجر والثواب ولكونه يقوي على الصوم وينشط له ويخفف المشقة فيه ولما يتضمن من الاستيقاظ والدعاء في السحر ، والبركة في السحور تحصل بجهات متعددة َ ، وهي إتباع السنة ، ومخالفة أهل الكتاب ، والتقوي به على العبادة ، والزيادة في النشاط ، وتحصل بسببه الرغبة في الازدياد من الصيام ؛ لخفة المشقة فيه على المتسحر ، والتسبب للذكر والدعاء وقت مظنة الإجابة ، ذلك الوقت الشريف ، وقت تنزل الرحمة ، وقبول الدعاء والاستغفار ، وربما توضأ صاحبه وصلى ، أو أدام الاستيقاظ للذكر والدعاء والصلاة ، وفيه تدارك نية الصوم لمن أغفلها قبل أن ينام
وهذه البركة تعود إلى الأمور الأخروية فإن إقامة السنة يوجب الأجر وزيادته ، وتعود إلى الأمور الدنيوية كقوة البدَن على الصوم وتيسيره من غير إضرار بالصائم. ومما يعلل به استحباب السحور المخالفة لأهل الكتاب لأنه ممتنع عندهم ، وهذا أحد الوجوه المقتضية للزيادة في الأجور
يحصل السحور بأقل ما يتناوله المرء من مأكول ومشروب تسحروا ولو بلقمة ( [3] )
فلا تتركوه ولو أن يجرع أحدكم جرعة ماء
[1] مسلم 7/207
[2] المسند 3/12 , 44 الألباني في صحيح الترغيب 1/448 قال الحديث قوي بمجموع الطريقين وبشواهده
[3] فتح الباري لابن حجر 6 / 171 , النووي على شرح مسلم 4 / 72