تشبيه عمر بموسى وأبو بكر بنبينا في المنافسة والخلو منها
{عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه قال أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتصدق فوافق ذلك مالاً عندي فقلت اليوم اسبق أبا بكر إن سبقته يوما فجئت بنصف مالي فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أبقيت لأهلك قلت مثله واتى أبو بكر رضى الله عنه بكل ما عنده فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أبقيت لأهلك قال أبقيت لهم الله ورسوله فقلت لا أسابقك إلي شئ أبدا}[27]
فكان ما فعله عمر من المنافسة والغبطة المباحة , لكن حال الصديق رضى الله عنه أفضل منه , أنه خال من المنافسة مطلقاً , لا ينظر إلي حال غيره
وكذلك موسى صلى الله عليه وسلم في حديث المعراج حصل له منافسة وغبطة للنبي صلى الله عليه وسلم حتى بكى لما تجاوزه النبي صلى الله عليه وسلم { فقيل ما أبكاك قال يا رب هذا الغلام الذي بعث بعدي يدخل الجنة من أمته أفضل مما يدخل من أمتي}[28]
وعمر رضي الله عنه كان مشبها بموسى ونبينا حاله أفضل من حال موسى فانه لم يكن عنده شيء من ذلك [29]
وكذلك كان في الصحابة أبو عبيدة بن الجراح ونحوه كانوا سالمين من جميع هذه الأمور فكانوا أرفع درجة ممن عنده منافسة وغبطة وإن كان ذلك مباحاً
[27] الحاكم وصححه 1/414 ووافقه الذهبي , حسنه الألباني في المشكاة 6021
[28] البخاري 3887
[29] فتاوى ابن تيمية 10/117