|
الصفحة الرئيسية | السلوك | الإيمان | الإدمان وعلاجه |
كتاب علاج الغضب | أضرار الغضب | كتاب علاج الغضب |
|
هل الغضبان في غضب محمود له يحتم على الله بما لا يعلم ؟ كأن يرى مدمن تتكرر انتكاسته فيقول له أنت لا يصلح الله حالك ! ما ضرر ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم : {أنه أخبر عن رجلين ممن كان قبلنا كان أحدهما عابداً وكان الآخر مسرفاً على نفسه فكان العابد يعظه فلا ينتهي فرآه يوماً على ذنب استعظمه فقال والله لا يغفر الله لك فغفر الله للمذنب وأحبط الله عمل (العابد) وقال أبو هريرة :لقد تكلم بكلمة أوبقت دنياه وأخرته فكان أبو هريرة يحذر الناس أن تقول مثل هذه الكلمة في غضب }[3] ما هى عواقب الاندفاع وراء الغضب سواء كان محموداً أو مذموماً ؟ على المسلم كظم الغضب وعدم الاسترسال معه والجري وراء ما يدفع إليه ,فإن الاندفاع وراء الغضب يفقد الإنسان الرؤية في الحكم والأناة في بحث الأمور عقلياً من جميع جوانبها وحينئذ يأتي الخطأ ويحدث الظلم ويجلب الإنسان على نفسه شروراً كان في غنى عنها لو لم يندفع وراء ثورة الغضب فإن كان الغضب محموداً فالتأني يعطي النفس فرصة التفكير فيما يطلب عمله وما يمكن عمله فإن كان الغضب مذموماً فالتأني وكظم الغيظ يعطي النفس فرصة المراجعة والشعور بالآثار السيئة التي تصيب الناس بسبب الاندفاع والتهور ولذلك سمي المتأني عند الغضب المفكر في عواقبه المستخدم لعقله (حليماً) وله عند الله جزاء حلمه وسمي المندفع وراء غضبه الواقع ضحية ثورته( أحمق) وعليه إثم تهوره وحمقه حسب الآثار المترتبة على قوله أو عمله ما هى بواعث الغضب عند الجهال ؟ ومن أشد البواعث على الغضب عند أكثر الجهال تسميتهم الغضب شجاعة ورجولية وعزة نفس وكبرياء وتلقيبه بالألقاب المحمودة جهلاً حتى تميل النفس إليه وتستحسنه وقد يتأكد ذلك بحكايات شدة الغضب عن الأكابر في عرض المدح بالشجاعة , والنفوس مائلة إلى التشبه بالأكابر فيهيج الغضب إلى القلب بسببه , وتسمية هذا عزة نفس وشجاعة . جهل ! بل هو مرض قلب ونقصان عقل , ويدل على ذلك إنك تجد المريض أسرع غضباً من الصحيح والمرأة أسرع غضباً من الرجل والصبي أسرع غضباً من الرجل الكبير وذو الخلق السيئ والرذائل القبيحة أسرع غضباً من صاحب الأخلاق الحسنة ما الفرق بين الغضب للدنيا والغضب للآخرة عند أصحاب العقول ؟ أقل الناس غضباً أعقلهم فإن كان غضبه للدنيا كان دهاءً ومكراً وإن كان للآخرة كان حلماً وعلماً هل البيئة والزمان والمكان والعادات والتربية لها تأثيرها على الغضب ؟ مؤثرات الغضب كثيرة وتختلف باختلاف البيئة والعصر والتربية والعادات والتقاليد والعقيدة وغير ذلك من الأسباب المؤثرة من أكثر الناس يستطيع أن يحمي نفسه من الغضب ؟ والمسلم وحده هو الذي يضع نفسه على ميزان الشرع فيغضب به ويرضى به وبذلك يعتدل معه ميزان الحياة الكريمة ويعتبر حينئذٍ إنسان رحمة ، وإنسان عَقِل ناضج ، وتفكير سليم ، وحكمة زائدة ، ولا يتسنى ذلك لأحد غير المسلم الذي نضج فهمه وعمِقَ فقهه واستقام على الإسلام تفكيره والسبب واضح إنه يعيش مع كتاب الله تعالى ويعيش مع أكمل الخلق محمد صلى الله عليه وسلم في أعماله وأخلاقه في سياسته واجتماعياته في أسرته في أحكامه وحِكَمه فهو إنسان قرآني الفهم والفقه محمدي السلوك والتصرف في كل شئون الحياة , فمن ذا الذي يماثله أو يقاربه ؟ |
|
|||||||||||||||||||