|
الصفحة الرئيسية | السلوك | الإيمان | الإدمان وعلاجه |
كتاب علاج الغضب | دفع الغضب | كتاب علاج الغضب |
|
هل حُسن الخلق يساعد على دفع الغضب؟ التحلي بالأخلاق الحسنة يدفع الغضب عند حدوث أسبابه فمن كان عفواً كريماً يصفح عمن أغضبه يتبين ذلك في ما رواه القعنبي قال : { كان ابن عون لا يغضب فإذا أغضبه رجل قال : بارك الله فيك وحكى أصحابه قالوا كان لابن عون ناقة يغزو عليها ويحج وكان بها معجباً قالوا : فأمر غلاماً له يستقي عليها فجاء بها وقد ضربها على وجهها فسالت عَيْنُها على خدها فلما نظر إلى الناقة قالوا إن كان من ابن عون شيء فاليوم قالوا : فلم يلبث أن نزل فلما نظر إلى الناقة قال : سبحان الله أفلا غير الوجه بارك الله فيك أخرج عني اشهدوا أنه حُرُّ }[21] فهذا تحليه بالأخلاق الحسنة جعلته لا يغضب[22] ملك النفس عند الغضب بطولة وقوة إرادة وهل دفع الغضب عند وقوعه سهل ؟ { جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أوصني قال لا تغضب }[23] الرجل يطلب من الرسول صلى الله عليه وسلم أن يعلمه وصية وجيزة فيقول : {يا رسول الله علمني شيء ولا تكثر علىّ لعلي أعيه قال : لا تغضب فردد ذلك مراراً كل ذلك يقول : لا تغضب} [24] فهذا الرجل يطلب من النبي صلى الله عليه وسلم وصية وجيزة لكل فِعال الخير ليحفظها عنه خشية أن لا يحفظها لكثرتها فوصاه النبي صلى الله عليه وسلم أن لا يغضب وردد هذه المسألة مراراً والنبي صلى الله عليه وسلم يردد عليه هذا الجواب فهذا يدل على أن الغضب جماع الشر وأن التحرز منه جماع الخير وأيضا عندما {سأل الرجل النبي صلى الله عليه وسلم ما يباعدني من غضب الله عز وجل ؟ قال : لا تغضب} [25] ومن الحق أن ضبط النفس عن الاندفاع بعوامل الغضب بطوله لا يستطيعها إلا الأشداء أقوياء الإرادة والمؤمنون أقوياء الإيمان فليس من السهل إذا غضب الإنسان أن يضبط نفسه ويكف غضبه وليس من السهل إذا اغتاظ الإنسان أن يضبط نفسه ويكظم غيظه ويكف عن الانتقام ممن أغضبه أو أغاظه لذلك جعل الرسول صلى الله عليه وسلم البطولة في الناس ضبط النفس عن الاندفاع بعوامل الغضب وعرف الصُّرعة من الرجال وهو بطل المصارعة ، بأنه الذي يملك نفسه عند الغضب فقال صلى الله عليه وسلم : { ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب }[26] وقال صلى الله عليه وسلم : {ما تعّدون الصُّرعة فيكُم فقالوا : الذي لا تصرعه الرجال فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : لكنه الذي يملك نفسه عند الغضب }[27] العرب يطلقون على بطل المصارعة الذي يصارع الناس فيغلبهم كلمة (صرعة) ويكبرون أمره ويعظمون شأنه فاستغل الرسول صلى الله عليه وسلم إعجاب الناس بالرجل الصرعة وتقديرهم له ثم حولهم عنه إلى البطل الحقيقي وهو الذي يملك نفسه عند الغضب لأن ملك النفس عند الغضب بطولة إنسانية فعلاً تعتمد على العقل وقوة الإرادة أما بطولة المصارعة امتياز جسدي يعتمد على قوة العضلات والتدريب الجسدي
[21] أعلام النبلاء 2/546 5/544 ابن عون هو الإمام القُدوة عالم البصرة ولد سنة ستٍ و ستين ولم يكن في العراق أعلمُ منه بالسُّنة وكان قد أوتي حلماً وعلماً ونفسه زكيه تعين على التقوى [22] وفي هذه الرواية المرسلة أيضاً { أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال أي العمل أفضل ؟ قال (حُسن الخُلق ) ثم أتاه عن يمينه فقال : يا رسول الله أي العمل أفضل قال (حُسن الخُلق ) ثم أتاه عن شماله فقال يا رسول الله أي العمل أفضل فالتفت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ( مالك لا تفقه حُسن الخُلق هو أن لا تغضب إن استطعت } محمد بن نصر المروزي في الصلاة 878 , الألباني في الترغيب 1596 قال مرسل ضعيف , الأرناؤوط في العلوم والحكم قال وهو على إرساله رجاله ثقات رجال الشيخين ومن هذه الرواية يتضح أيضاً أن من يستطيع أن يدفع الغضب فيدفعه هو حَسُنَ الخُلق ويكون عكسه من يستطيع أن يدفع الغضب لكنه لا يدفعه هو سيئ الخُلق فالتحلي بالأخلاق الحسنة يدفع الغضب عند وقوع أسبابه [23] البخاري6116 [24] الترمذي الترمذي 2020 , صححه الألباني في صحيح الترغيب 2748 [25] أحمد 3/484 , حسنه الألباني في صحيح الترغيب 2747 [26] البخاري 6114 , مسلم16/377 [27] مسلم 16/377
|
|
|||||||||||||||||||