|
الصفحة الرئيسية | السلوك | الإيمان | الإدمان وعلاجه |
كتاب علاج الغضب | فضل من كف غضبه | كتاب علاج الغضب |
|
(1) فضل من كف غضبه الله يكف عنه عذابه هل من منع غضبه عن الناس الله يمنع عنه عذابه ؟ قال صلى الله عنه وسلم : {من كف غضبه كف الله عنه عذابه ومن خزن لسانه ستر الله عورته ومن اعتذر إلى الله قبل الله عذره) }[53]
فالغضب عيب فمن منع غضبه أي منع عيبه عن الناس يكف الله
تعالى عنه عذابه
(2) فضل كظم الغيظ يوم القيامة يُملأ قلبه عطاءً أخره الله له هل يعطي الله كاظم الغيظ ما يرجوه في الآخرة ؟ قال صلى الله عليه وسلم : { من كظم غيظه ولو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه رجاءً يوم القيامة} [54]
وأي شئ أعظم من ذلك أن يملأ قلبه رجاءً يوم القيامة فيعطيه
الله ما يرجوه أيضاً
(3) فضل من كظم غيظه الله تعالى يرضيه يوم القيامة هل معرفة كاظم الغيظ بأن الله يرضيه يوم القيامة يعينه في إخفاء غضبه ؟ قال صلى الله عليه وسلم : {من كظم غيظه ولو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ قلبه رضا يوم القيامة}[55]
وهذا من الأجر العظيم الذي أعده الله للمتقين الذين يتجنبون
أسباب الغضب ويجاهدون أنفسهم في كبته ورده فهو من أعظم ما يعين على إخفاء
نار الغضب (4) الجنة أجر من لا يغضب هل يكافئ الكاظم غيظه بالجنة ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { لا تغضب ولك الجنة }[56] والله تعالى يقول :
{وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُم وَجنَّةِ
عَرْضُها السَّمَوَاتُ والأَرْضُ أُعِدَّتْ للْـمُتَّقِـين الَّذِينَ
يُنْفِقُونَ فِـي السَّرَّاء وَالضَّرَّاءِ وَالكَاظِمِينَ الغَيُظَ
وَالعَافِـينَ عَنِ النَّاس وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِين َ(134) }
آل عمران (5) فضل كاظم الغيظ أنه يخير في النساء من الحور العين ما الحكمة من دعاء الغاضب على رؤوس الخلائق يوم القيامة ؟ قال صلى الله عليه وسلم: {من كظم غيظه وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله على رؤوس الخلائق يوم القيامة حتى يخيره في الحور العين ما شاء }[57] الجزاء من جنس العمل فكما كظم غيظه ولا أحد يعلم ما له يدعوه الله على رؤوس الخلائق يشاهدونه وهو يخير في الحور العين لعفو عند الإساءة فإذا فعلوا ذلك عصمهم الله وخضع لهم عدوهم [48] فمن المفاهيم الدينية الربط بين الظواهر الخلقية وبين الإيمان للدلالة على أن الإيمان الصحيح الصادق يدفع إلى مكارم الأخلاق (2) فضل من كف غضبه يستر الله عورته هل من كف غضبه تستر عورته في الدنيا و الآخرة ؟ قال صلى الله عليه وسلم : { من كف غضبه ستر الله عورته }[49] أي من منع نفسه عن هيجان الغضب عن أذى غيره عاجل الله ثوابه بستر عورته في الدنيا ومن ستره فيها لا يهتكه في الآخرة ولا يعذبه بنارها لأن من وراء الستر الرضا , والنار إنما تلظت وتسعرت لغضبه فإذا كف العبد غضبه ستر الله عورته (3) فضل من كف غضبه يُملأ أمناً وإيماناً لماذا يُملأ بالأمن والإيمان قلب من كف غضبه ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : {من كظم غيظه ملأه الله أمناً وإيماناً }[50] لأنه قهر النفس الأمارة بالسوء فانحلت ظلمة قلبه فامتلأ يقيناً وإيماناً ولهذا أثنى الله على الكاظمين الغيظ هل يبلع الغضب ؟ يقول صلى الله عليه وسلم : {ما من جرعة أعظم عند الله من جرعة كظمها ابتغاء وجه الله } [51] الجرعة الشُرب مرة واحدة كظمها تجرعها واحتمل سببها وصبر عليها وغضب عمر بن عبد العزيز فقال له ابنه عبد الملك رحمهما الله : {أتغضب وأنت أمير المؤمنين مع ما أعطاك الله وفضلك به تغضب هذا الغضب ؟ فقال له : أو ما تغضب يا عبد الملك ؟ فقال عبد الملك : وما يغني عني سعة جوفي إذا لم أردد فيه الغضب حتى لا يظهر ؟} فهؤلاء قوم ملكوا أنفسهم عند الغضب رضى الله عنهم [52]
[48] رواه البخاري تعليقا فتح الباري 8/556 [49] ابن أبي الدنيا في ذم الغضب وفي قضاء الحوائج ص 80 , حسنه العراقي 3/11 , حسنه الألباني في الصحيحة 906 [50] أبو داود 4778 , حسنه شعيب الأرناؤوط في الشواهد في العلوم والحكم 1/368 , وضعفه الألباني في الضعيف 5823 [51] الترمذي 2191 وقال حسن صحيح , ابن ماجة 4189 وفي الزوائد إسناده صحيح , صححه الألباني لغيره في صحيح الترغيب2752 [52] ذكرها ابن رجب في شرح الحديث السادس عشر من الأربعين
|
|
|||||||||||||||||||