ويشمل
العمل على دفع الإدمان بالإيمان
عن أبي هريرة قال أُتِيَ النبي صلى الله عليه وسلم بسكران فأَمر بِضَرْبِهِ فَمِنَّا مَنْ يَضْرِبُه بيده ومنا من يضربه بنعله ومنا من يضربه بثوبه فلما انصرف قال رجل ما أخزاه الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تعينوا الشيطان على أَخِيكُمْ
لأن الشيطان يريد بتزيينه له المعصية أن يحصل له الخزي , فإذا دعوا عليه بالخزي , فكأنهم قد حصلوا مقصود الشيطان
فهذا الرجل كان بالمدينة , اسمه عبد الله ابن النعيمان ولقبه حمار ([118]) كان أكثر ما يشرب وكان أكثر ما يجلد , فكان يؤتى به النبي صلى الله عليه وسلم فيضربه بنعله ويأمر أصحابه فيضربونه بنعالهم ويحثون عليه التراب ، ثم أتى به فحد ، ثم أتى به فحد ، ثم أتى به فحد أربع مرات , فلما كثر ذلك منه قال له رجل لعنك الله ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: { لا تفعل فإنه يحب الله ورسوله }
فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن لعنه وعن الدعاء عليه فقال {لا تقولوا هكذا ، لا تعينوا عليه الشيطان ، ولكن قولوا: اللهم اغفر له ، اللهم ارحمه } ([119]) فأمر بالدعاء له وقال {قولوا رحمك الله } ([120]) وهذا برهان على أن المدمنين ليسوا كلهم أشرار كمثل هذا الذي أثبت له النبي صلى الله عليه وسلم محبة الله ورسوله في قلبه مع وجود ما صدر منه
لكن المشكلة أنه يعرض نفسه للإهانة والتوبيخ والتحقير وهو المقصود بالحد أكثر من إيقاع الألم بالجلد
فهل المدمن يترك نفسه مثل الحمار ابن النعيمان هذا , أم يجعل إيمانه يدفع إدمانه ليكون مثل هذا الفارس صاحب هذه القصة الذي عرضه شرب الخمر لأبشع الإهانات جلد وسجن ونفي , حتى وجد قتالاً عنيفاً للمسلمين من الفرس , فتحرك عنده الإيمان فجلب به النصر للمسلمين
والتوبة لرب العالمين