ويشمل
الشريعة في علاج أمر الخمر لم تهتم بأسباب التعاطي بقدر اهتمامها بترك التعاطي والذي من أجله بينت أضرار التعاطي
وهذا يوضح أهمية التركيز على ترك التعاطي, دون التركيز على أسباب التعاطي لأنها ليست مبرر للتعاطي
فالذي نشأ في بيت وجد إخوانه يطئون أخواته وأمه تأتي بالرجال لبناتها فتعاطى, فحال هذا البيت ليس مبرر له على تعاطيه
وكذا التي وجدت زوجها يفعل الفاحشة مع أبنه فتعاطت من الصدمة فهذا ليس مبرر للتعاطي
أو كالذي يتعاطى لأنه أُغتصب وهو صغير لا يستطيع أن يحمي نفسه وكلما تذكر هذا ظن أنه فقد رجوليته فيتعاطى حتى ينسى, فهذا ليس مبرر للتعاطي
وكذا من فقد زوجته وأولاده في حادث تصادم ولو كان هو المخطأ فيه بدلاً من أن يتعامل مع مصيبته بالأمور الشرعية من حمد الله والاستسلام لقضائه وقدره وتفويض الأمر لله وطلب الأجر من الله داعياً أن يخفف عنه المصيبة, تجده يتعاطى المخدرات لينسى معاناته, فيغضب الله عليه ويدخله الشيطان في الجزع والتسخط ويتضجر مما هو فيه فيضيع بفعله الأجور التي تنال على مصيبته وصبره عليها
فالمتعاطي مطالب قبل كل شيء بترك التعاطي سواء حلت مشاكله التي أدخلته بزعمه في التعاطي أو لم تحل, وعليه أن يعلم أن بتركه التعاطي بتوبة نصوحة يصدق فيها مع الله سيتبعها حل مشاكله الناجمة من التعاطي بتوفيق من الله , لأن الله علق فلاح المرء على ترك التعاطي وجعل التعاطي سبباً للعداوة والبغضاء والصد عن ذكر الله وعن الصلاة
ومسألة النظر في المشاكل التي تدفع المتعاطي لتعاطيه هل هي قبل التعاطي أم ناجمة من التعاطي من أجل تحديد التوجيه الأقرب والأسرع في علاجه مع ترك التعاطي فهو حسن
كمن عنده جهل في التعامل مع شوقه الذي يدفعه للتعاطي فيكون التركيز في توجيهه لاكتساب مهارات شرعية يعالج بها شوقه ([82])
أو من عنده جهل بالتعامل مع أصدقاء السوء الذين أدخلوه في دوامة التعاطي ويحيلون بينه وبين التوبة, فيحتاج التركيز في اكتساب مهارات شرعية يتعامل بها معهم ([83])
وبالإضافة إلى ما سبق في المبحثين الأول والثاني مما يبين خطورة التعاطي, فإن علاج الإدمان يأتي من خلال معرفة عواقب الإدمان الوخيمة في الدنيا والآخرة, ثم العمل على دفع الإدمان بالإيمان, فإن امتثال أمر الرحمن هو الذي فيه علاج الإدمان